الخميس، 6 سبتمبر 2012

هذه بدايتي


الحمد الله وكفى، وصلاة وسلام على عبده المصطفى ونبيه المجتبى نبينا محمد وعلى آلة وصحبه أجمعين، وبعــــد
قال لي: أتعرف كيف كانت بدايتي؟
قلت: لا
قال: كانت حياتي عبثاً وضياعاً.. لهواً ولعباً..تقليداً وكنت لا أعرف لحياتي معنى للحياة.. ولا قيمة للحياة أو الفضيلة.. الكل عندي سواء. الحلال والحرام.. المعروف والمنكر..الكل عندي جائز.. سخرية.. كبراً وغروراً..
كنت أخدع المغفلات بكلام معسول.. وعبارات براقة.. وكلمات فاتنة خلابة.. تحمل بين حروفها السم القاتل والهلاك المحتم كنت ذئباً أعرف كيف أصل إلـى فريستي وأنال منها ما أريد ثم أنسحب من حياتها بكل سهولة تاركاً إياها أسيرة الندم والأحزان.
أما في الصلاة: فلم تكن ضمن برنامجي اليومي.. صليت مرة أو مرتين في الأسبوع أو حتى في شهر..
أما في رمضان: كنت أصوم منه نصف ساعة فقط !! أتدري كيف؟ كنت أنام بعد الفجر ولا أستيقظ إلا قبيل المغرب لتناول الإفطار..
وفي الليل.. أعكف على صنم الفضائيات.. أنتقل من قناة إلى قناة.. ومن رقصة إلى أغنية.. ومن عري إلى خلاعة.. وضللت هكذا أسقط.. أسقط.. حتى وصلت إلى القاع..
كنت أسخر ممن يعظني وأصف الصالحين بالتخلف والرجعية..
كنت لا أقبل كلمة نصح.. أو همسة تذكير.. كنت مغتراً بشبابي وصحتي وقوتي وثرائي.. لـم أكن أرى إلا نفسي حتى أصدقائي الذين كنت أمارس معهم لعبة الضياع.. كنت أراهم أقزاماً ومرت الأيام وأنا على هذه الحال.. حتى هبت نسائم التغير..
ولكن كيف حدث هذا؟
بداية الهداية: في ذات يوم شعرت بصداع في رأسي.. لـم أعباْ به في أول الأمر.. ولكنه أخذ في الحدة والازدياد عرضت نفسي على أحد الأطباء وكنت موقناً بأنه سوف يكتب لي بعض أدوية الصداع.. وكان ما توقعته صحيحاً فقد كتب لي بعض الأدوية.. وأوصاني بالراحة التامة وعدم الجلوس أمام شاشة التلفاز فترات طويلة وكان ذلك أشق على نفسي لأنه حرمني متعتي الزائفة ولذتي التي أعيش لأجلها..
وبعد يومين شعرت بتحسن فظننت أنني شٌفيت فعدت إلـى برنامجي القديم.. وما هي إلا أيام معدودة حتى عاودني الألــم مرة أخرى ولكنه كان أشد هذه المرة من جميع المرات السابقة.. بدأ الخوف يلاحقني والقلق يسيطر على تفكيري ذهبت إلى كبرى المستشفيات الخاصة أجروا لي أشعة على الرأس.. وكانت الكــــارثة.. ورم بجوار المـخ.. ماذا يعني هذا؟.. هل أنا مصاب بالسرطان؟.. أنا.. أنا.. سوف أمـوت !!
بدأ قلبي يركض من الفزع.. ويداي.. بل جسمي كله يهتز.. كدت أسقطت على الأرض إلا أن كرسياً قريباً من أحد المكاتب حملني.. خرجت من المستشفى وليس هناك أحد أكثر مني هماً.. كم بقي لي من أيام؟ ماذا قدمت لآخرتي؟ ما هو رصيدي من الأ عمال الصالحة؟.. كيف ألقى الله وأنا ملوثُ بالأوزار والمعاصي؟.. ماذا أفعل؟
سرت كثيراَ على قدمي.. لـم أشعر بنفسي إلا وصوت المؤذن ينادي لصلاة المغرب.. أول مرة في حياتي أنتبه إلى الأذان.. تذوقت كلماته.. نعم.. الله أكبر من كل شيء.. حتى من المرض.. هذا هو طريقي الجديد..
عزمت على التوبة من هذه الساعة ولسوء فعلي.. كنت شاكاً في أن الله يقبل توبة أمثالي.. ولكن الله تعالى لم يتركني في هذا الوقت العصيب.. أراد طمأنتي فأنطق إمام المسجد بآيات عجيبة أعادت إلى قلبي الأمن والطمأنينة والراحة:
قل يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إٍنه هو الغفور الرحيم * وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون
بكيت بكاءً شديداً في الصلاة.. وضللت أبكي حتى سلم الإمام.. وانصرف الناس من المسجد.. جلست في المسجد أتلو كلام الله تعالى حتى العشاء.. وأنا في بكاء متواصل.. وبعد الصلاة.. أتى إليّ إمام المسجد وسلم عليّ وقال لي: ما لي أراك يا بنيّ مهموماً؟ ما تشتكي؟ قلت له كثرة ذنوبي.. فقال لي: يا بنيَ، إن رحمة الله واسعة وإن رحمته سبحانه تغلب غضبه.. وإنه سبحانه يغفر الذنوب، ويعفو عن السيئات، كما قال في كتابه، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون وقال سبحانه: وإني لغفارٌ لمن تاب واءمن وعمل صالحاً ثُمَ اهتدى.
وقال النبيُ عليه الصلاة والسلام: إن الله عزّ وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها [رواه سلم].
فتوجّه يا أخي إلى الله بقلبك وجوارحك واركب سفينة التائبين، وسر في العائدين الذين يناديهم ربهم في الحديث القدسي: يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم
أتدري يا أخي أن إبليس اللعين هو الذي يريد أن يؤيسك من رحمة الله عزّ وجل، ويُقنطك من عفوه ومغفرته لتموت يائساً قانطاً سيئ الظن بربك..
أتدري أنه قال لله عز وجل: ( يارب، وعزتك، لا أزال أغويهم مادامت أرواحهم في أجسادهم ).
قلت: فماذا قال الله له؟
قال: قال الله عز وجل له: { وعزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني } [رواه أحمد].
أتدري أن الله يفرح بتوبة التائب فرحاً يليق بجلاله وعظمته؟
يقول النبي عليه السلام: { لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فيأس منها فأتى الشجرة فاضطجع في ضلها، وقد أيس من راحلته فبينما هو كذالك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك.. أخطأ من شدة الفرح }.
فقم يا بني.. واذهب إلى بيتك.. واعلم أنه سبحانه لا يعجزه شيء فتوجه إليه بقلبك ولسانك.. وادعه دعاء المضطر الذليل.. واعلم أنه سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: { من يدعوني فأستجيب له.. من يسألني فأعطيه.. من يستغفرني فأغفر له } [متفق عليه] فاغتنم هذه الساعة يا بني.. واسأل الله ما تريد.. وأدمن قرع الباب لعله يُفتح لك.. أدمن يا بني قرع الباب لعله يُفتح لك..
كانت كلمات إمام المسجد بلسماً شافياً لما اعتراني من قلق وخوف.. لا زال الطريق أمامي.. ولا زال هناك أمل في النجاة، وقد عرفت الطريق.. ولابد من السير فيه ما بقي لي من عمر.. المهم أن أموت على طاعة الله.. فالأعمال بالخواتيم.
ذهبت إلى البيت وقد تغيرت في هذه الساعات القليلة مفاهيمي عن كل شيء.. عن الحياة.. والموت.. والشباب.. والفراغ.. الصحة.. والمرض.. كل شيء تغير.. رآني أهل البيت.. فقرؤا في وجهي تلك الأحداث التي مرت بي.. فلما أخبرتهم بخبري سُقط في أيديهم ولفّ السكون والدهشةُ أرجاء البيت فكنت أنا الذي أخفف عنهم وأقول لهم: إن فيما حدث خيراً لي.. لأنه عرفني طريق الطاعة والعبادة وحلاوة الدعاء والمنجاة.. ولو طال بي العمر ومت على ما كنت عليه لكنت من أخسر الخاسرين... فلله الحمد على هذه النعمة التي أنعم الله بها عليّ.. لم يصدق الجميع ما أقول.. وظنوا بي مساً من جنون.. أيُ النعمة تلك التي يتحدث عنها.. مصاب بورم في المخ ويقول نعمة !! قرأت ذلك في نظراتهم وإن لم يقولوه بألسنتهم.. أما والدتي.. فقد كانت تعرف حقاً ما أقول.. لأنها كانت قريبة من الله.. دائمة الدعاء لي بالهداية والصلاح.. ذهبت إلى غرفتي ولكن عينيّ لم تكتحل بنوم تلك الليلة.. وظل لساني يلهج بذكر الله وحمده والثناء عليه إلى قُبيل الفجــر.. فقمت وتوضّأت وصليت ما كتب الله لي أن أُصلي.. ثم أذن الفجر..
فذهبت إلى المسجد القريب.. فصليت وجلست أذكر الله حتى أشرقت الشمس.. ثم صليت ركعتين وعدت إلى البيت وأنا في غاية التعـب. سبحتُ في نوم عميق... مضت الأيـام وأنا أزداد طاعةً وقُرباً من الله يوماً بعد يوم.. وأقول في نفسي.. لعل هذا اليوم هو الذي سألقى الله فيه...
عرف جميع أصدقائي بما أصابني.. فجاؤوا لزيارتي.. وجدت الفرصة لنصحهم وترغيبهم في الخير.. دعوتهم إلى طريق الاستقامة والرشاد... رفضوا نصيحتي وآذوني بالقول.. قالوا لي: لقد اخترت هذا الطريق لأنك في عداد الأموات..أما نحن فالحياة أمامنا طويلة وإذا شعرنا بأننا على وشك الموت مثلكَ سنتوب إلى الله..
تركوني وذهبوا.. كانت كلماتهم لا تزال تضرب أذني.. وتخترقُ كل أحاسيسي.. لقد اخترت هذا الطريق لأنك في عداد الأموات..
صرخت: يا إلهي، اشفني.. حتى يعلموا أن هذا هو طريقي إلى الأبــــد..
تمنيت الشفاء في هذه الساعة أكثر من أي وقت مضى..
مرّ أسبوعان وأنا على حالتي من الطاعة والعبادة والذكر والدعاء وتلاوة.. شعرت أخيراً بحلاوة الطاعة ولذة العبادة.. كنت أُحسن معاملة الجميع... بخاصة والدتي التي كنت أجلس معها طويلاً وأطلب منها الدعاء لي..
وفي الأسبوع الثالث أحسست براحة شديدة وشعرت بأنني أقوى من أي وقت مضى.. لـم أعد أشعر بأي ألـم طلبت مني والدتي أن أراجع المستشفى فقلت لها: يا والدتي، دعيني أعبد ربي حتى يأتيني أجلي.. لا أريد أن يشغلني شيء عن ربي.. لا أريد صدمات جديدة بكت والدتي.. وألحّت عليّ في الذهاب.. فذهبت إلى المستشفى.. وطلبت مراجعة طبيبي.. فأخبروني أنه في إجازة.. ثم أدخلوني على طبيب آخر.. فشرحت له حالتي.. وأخبرته أنني لم أعد أشعر بأي ألم في رأسي.. أخد الطبيب الأشعة وتفحصها..
وقال لي: ليس هناك أي ورم.. وأشعة سليمة..
قلت له: ماذا تقول؟
قال: أقول لك: إنك لست مريضاً... وليس هناك أي ورم ظاهر وقد أخطأ الطبيب في التشخيص..
لم أشعر بنفسي إلا وأنا ساجد على الأرض أغسلها بدموع الفرح والدهشة.. قاموا بعمل أشعة أخرى لي.. وأكد الجميع أنه ليس هناك أي ورم.. وأن آلام الصداع السابقة كانت بسبب السهر وإدمان النظر إلى إشاعات شاشة التلفاز.. لك الحمد يا رب العالمين...
لقد كُتِب لي عمرٌ جديد.. ينبغي أن أغتنمه في طاعة الله ولا أُضيع منه ساعة بل لحظة في غير فائدة..
جاءني أصدقاء السوء بعد أن عرفوا حقيقة الأمر.. قالوا لي.. أين سنقضي الليلة سهرتنا يا رفيق الدرب؟
قلت: سأقضي الليلة بين يدي ربي ساجداً وقائماً ومستغفراً ونادماً على ما كان مني..
يا إخوتاه !! ألا تتوبوا إلى الله الذي أنعم عليكم بنعمة الشباب والصحة والمال والجمال؟
ألا تعودوا إلى ربكم وخالقكم قبل أن ينشب الموتُ أضفاره في أحدكم فيلقيه في صفائح القبور؟
قالوا: وطريقنا الماضي؟
قلت: أعود إلى الظلام بعد أن رأيت النور؟
أأعود إلى الموت بعد أن ذقت حلاوة الحياة؟
أأعود إلى الغفلة بعد أن تنسمت نسائم الذكر والشكر والمناجاة..
أأعود إلى سماع الألحان بعد أن عرفت طريق القرآن؟!!
لقد كنت ميتاً فأحياني الله...
وكنت غافلاً فذكرني الله...
وكنت حائراً فهداني الله...
وكنت شارداً فآواني الله...
فكيف أخون العهد؟.. وأصْرِمُ حبل الودّ؟.وأقطع سبيل الوصل؟ أليس ذلك هو الجهل والغدر والخيانة بعينيها؟!
يا إخوتاه !! سأضلُ سائراً على الدرب.. لن أحيد عنه أبداً.. لن أرجع إلى ذلّ المعصية بعد أن ذقتُ عزَ الطاعة..
لن أرجع إلى عبادة الهوى والنفس الأمّارة السوء.. لن أستسلم لحيل الشيطان ومكائده.. لقد أفقتُ من غفوتي.. وصحوتُ من غفلتي فهذا هو الطريق... هذا هو الطريق...
وتلك هي بدايتي...

قصة رحلتى الى الدين االاسلامى الحنيف



نشأت كأي فتاة نصرانية مصرية على التعصب للدين النصراني، وحرص والدي على اصطحابي معهما إلى الكنيسة صباح كل يوم أحد
لأقبل يد القس، وأتلو خلفه التراتيل الكنسية، وأستمع إليه وهو يخاطب الجمع ملقنا إياهم عقيدة التثليث، ومؤكدا عليهم بأغلظ الأيمان
أن غير المسيحيين مهما فعلوا من خير فهم مغضوب عليهم من الرب، لأنهم – حسب زعمه – كفرة ملاحدة.
كنت أستمع إلى أقوال القس دون أن أستوعبها، شأني شأن غيره من الأطفال، وحينما أخرج من الكنيسة أهرع إلى صديقتي المسلمة
لألعب معها، فالطفولة لا تعرف الحقد الذي يزرعه القسيس في قلوب الناس.

كبرت قليلا، ودخلت المدرسة، وبدأت بتكوين صداقات مع زميلاتي في مدرستي 
وفي المدرسة بدأت عيناي تتفتحان على الخصال الطيبة التي تتحلى بها زميلاتي المسلمات، فهن يعاملنني معاملة الأخت،
ولا ينظرن إلى اختلاف ديني عن دينهن، وقد فهمت فيما بعد أن القرآن الكريم حث على معاملة الكفار – غير المحاربين – معاملة طيبة
طمعا في إسلامهم وإنقاذهم من الكفر، قال الله تعالى :
(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين).
إحدى زميلاتي المسلمات ربطتني بها على وجه الخصوص صداقة متينة،
فكنت لا أفارقها إلا في حصص التربية الدينية، إذ كنت – كما جرى النظام أدرس مع طالبات المدرسة
النصرانيات مبادئ الدين النصراني على يد معلمة نصرانية.

كنت أريد أن أسأل معلمتي كيف يمكن أن يكون المسلمون – حسب افتراضات المسيحيين – غير مؤمنين
وهم على مثل هذا الخلق الكريم وطيب المعشر؟ لكني لم أجرؤ على السؤال خشية إغضاب المعلمة حتى تجرأت يوما وسألت،
فجاء سؤالي مفاجأة للمعلمة التي حاولت كظم غيظها، وافتعلت ابتسامة صفراء رسمتها على شفتيها وخاطبتني قائلة:
” إنك ما زلت صغيرة ولم تفهمي الدنيا بعد، فلا تجعلي هذه المظاهر البسيطة تخدعك عن حقيقة المسلمين كما نعرفها نحن الكبار..”.
صمت على مضض على الرغم من رفضي لإجابتها غير الموضوعية، وغير المنطقية. وتنتقل أسرة أعز صديقاتي إلى القاهرة،
ويومها بكينا لألم الفراق، وتبادلنا الهدايا والتذكارات ، ولم تجد صديقتي المسلمة هدية تعبر بها عن عمق وقوة صداقتها لي سوى
مصحف شريف في علبة قطيفة أنيقة صغيرة، قدمتها لي قائلة: ” لقد فكرت في هدية غالية لأعطيك إياها ذكرى صداقة
وعمر عشناه سويا فلم أجد إلى هذا المصحف الشريف الذي يحتوي على كلام الله”. تقبلت هدية صديقتي المسلمة
شاكرة فرحة، وحرصت على إخفائها عن أعين أسرتي التي ما كانت لتقبل أن تحمل ابنتهم المصحف الشريف.

وبعد أن رحلت صديقتي المسلمة، كنت كلما تناهى إلي صوت المؤذن، مناديا للصلاة، وداعيا المسلمين إلى المساجد،
أعمد إلى إخراج هدية صديقتي وأقبلها وأنا أنظر حولي متوجسة أن يفاجأني أحد أفراد الأسرة، فيحدث لي مالا تحمد عقباه.
ومرت الأيام وتزوجت من “شماس” كنيسة العذارءومع متعلقاتي الشخصية، حملت هدية صديقتي المسلمة
“المصحف الشريف” وأخفيته بعيدا عن عيني زوجي، الذي عشت معه كأي امرأة شرقية وفية ومخلصة وأنجبت منه ثلاثة أطفال.
والتقيت بزميلات مسلمات متحجبات، ذكرنني بصديقتي الأثيرة، وكنت كلما علا
صوت الأذان من المسجد المجاور، يتملكني إحساس خفي يخفق له قلبي، دون أن أدري لذلك سببا محددا،
إذ كنت لا أزال غير مسلمة، ومتزوجة من شخص ينتمي إلى الكنيسة بوظيفة يقتات منها، ومن مالها يطعم أسرته.

وبمرور الوقت، وبمحاورة زميلات وجارات مسلمات على دين وخلق بدأت أفكر في حقيقة الإسلام والمسيحية،
وأوازن بين ما أسمعه في الكنيسة عن الإسلام والمسلمين، وبين ما أراه وألمسه بنفسي، وهو ما يتناقض مع أقوال القسس
والمتعصبين النصارى. بدأت أحاول التعرف على حقيقة الإسلام، وأنتهز فرصة غياب زوجي لأستمع إلى أحاديث المشايخ
عبر الإذاعة والتلفاز، علي أجد الجواب الشافي لما يعتمل في صدري من تساؤلات حيرى، وجذبتني تلاوة الشيخ محمد رفعت،
والشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقرآن الكريم، وأحسست وأنا أستمع إلى تسجيلاتهم عبر المذياع أن ما يرتلانه
لا يمكن أن يكون كلام بشر، بل هو وحي إلهي.

وعمدت يوما أثناء وجود زوجي في الكنيسة إلى دولابي، وبيد مرتعشة أخرجت كنزي الغالي “المصحف الشريف” فتحته وأنا مرتبكة،
فوقعت عيناي على قوله تعالى: ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) . ارتعشت يدي أكثر
وصببت وجهي عرقا، وسرت في جسمي قشعريرة، وتعجبت لأني سبق أن استمعت إلى القرآن كثير في الشارع والتلفاز والإذاعة،
وعند صديقات المسلمات، لكني لم أشعر بمثل هذه القشعريرة التي شعرت بها وأنا أقرأ من المصحف الشريف مباشرة بنفسي.
هممت أن أواصل القراءة إلا أن صوت أزيز مفاتح زوجي وهو يفتح باب الشقة حال دون ذلك،
فأسرعت وأخفيت المصحف الشريف في مكانه الأمين، وهرعت لأستقبل زوجي.

وفي اليوم التالي لهذه الحادثة ذهبت إلى عملي، وفي رأسي ألف سؤال حائر، إذ كانت الآية الكريمة التي قرأتها
قد وضعت الحد الفاصل لما كان يؤرقني حول طبيعة عيسى عليه السلام، أهو ابن الله كما يزعم القسيس – تعالى الله عما يقولون-
أم أنه نبي كريم كما يقول القرآن؟ فجاءت الآية لتقطع الشك باليقين، معلنة أن عيسى، عليه السلام، من صلب آدم،
فهو إذن ليس ابن الله، فالله تعالى : ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). تساءلت في نفسي عن الحل وقد عرفت الحقيقة الخالدة،
حقيقة أن ” لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله “. أيمكن أن أشهر إسلامي؟ وما موقف أهلي مني، بل ما موقف زوجي ومصير أبنائي؟
طافت بي كل هذه التساؤلات وغيرها وأنا جالسة على مكتبي أحاول أن أودي عملي لكني لم أستطع، فالتفكير كاد يقتلني،
واتخاذ الخطوة الأولى أرى أنها ستعرضني لأخطار جمة أقلها قتلي بواسطة الأهل أو الزوج والكنيسة. ولأسابيع ظللت مع نفسي
بين دهشة زميلاتي اللاتي لم يصارحنني بشيء، إذ تعودنني عاملة نشيطة، لكني من ذلك اليوم لم أعد أستطيع أن أنجز عملا إلا بشق الأنفس.

وجاء اليوم الموعود، اليوم الذي تخلصت فيه من كل شك وخوف وانتقلت فيه من ظلام الكفر إلى نور الإيمان، فبينما كنت جالسة ساهمة الفكر،
شاردة الذهن، أفكر فيما عقدت العزم عليه، تناهي إلى سمعي صوت الأذان من المسجد القريب داعيا المسلمين إلى لقاء ربهم وأداء صلاة الظهر،
تغلغل صوت الأذان داخل نفسي، فشعرت بالراحة النفسية التي أبحث عنها، وأحسست بضخامة ذنبي لبقائي على الكفر على الرغم من
عظمة نداء الإيمان الذي كان يسري في كل جوانحي، فوقفت بلا مقدمات لأهتف بصوت عال بين ذهول زميلاتي:
“أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله”
فاقبل علي زميلات وقد تحيرن من ذهولهن، مهنئات باكيات بكاء الفرح، وانخرطت أنا أيضا معهن في البكاء، سائلة الله أن يغفر لي
ما مضى من حياتي، وأن يرضى علي في حياتي الجديدة. كان طبيعيا أن ينتشر خبر إسلامي 
وأن يصل إلى أسماع زملائي وزميلاتي النصارى، اللواتي تكفلن- بين مشاعر سخطهن- بسرعة إيصاله إلى أسرتي وزوجي،
وبدأن يرددن عني مدعين أن وراء القرار أسباب لا تخفى.
لم آبه لأقوالهن الحاقدة، فالأمر الأكثر أهمية عندي من تلك التخرصات: أن أشهر إسلامي بصورة رسمية، كي يصبح إسلامي علنا،
وبالفعل توجهت إلى مديرية الأمن حيث أنهيت الإجراءات اللامة لإشهار إسلامي. وعدت إلى بيتي لأكتشف أن زوجي ما إن علم بالخبر
حتى جاء بأقاربه وأحرق جميع ملابسي، واستولى على ما كان لدي من مجوهرات ومال وأثاث، فلم يؤلمني ذلك، وإنما تألمت لخطف
أطفالي من قبل زوجي ليتخذ منهم وسيلة للضغط علي للعودة إلى ظلام الكفر.. آلمني مصير أولادي، وخفت عليهم أن يتربوا بين جدران الكنائس
على عقيدة التثليث، ويكون مصيرهم كأبيهم في سقر.. رفعت ما اعتمل في نفسي بالدعاء إلى الله أن يعيد إلي أبنائي لتربيتهم تربية إسلامية،
فاستجاب الله دعائي، إذ تطوع عدد من المسلمين بإرشادي للحصول على حكم قضائي بحضانة الأطفال باعتبارهم مسلمين،
فذهبت إلى المحكمة ومعي شهادة إشهار إسلامي، فوقفت المحكمة مع الحق، فخيرت زوجي بين الدخول في الإسلام
أو التفريق بينه وبيني، فقد أصبحت بدخولي في الإسلام لا أحل لغير مسلم، فأبى واستكبر أن يدخل في دين الحق، فحكمت المحكمة
بالتفريق بيني وبينه، وقضت بحقي في حضانة أطفالي باعتبارهم مسلمين، لكونهم لم يبلغوا الحلم، ومن ثم يلتحفون بالمسلم من الوالدين.

حسبت أن مشكلاتي قد انتهت عند هذا الحد، لكني فوجئت بمطاردة زوجي وأهلي أيضا، بالإشاعات والأقاويل بهدف تحطيم معنويات ونفسيتي،
وقاطعتني الأسر النصرانية التي كنت أعرفها، وزادت على ذلك بأن سعت هذه الأسر إلى بث الإشاعات حولي بهدف تلويث سمعتي،
وتخويف الأسر المسلمة من مساعدتي لقطع صلتهن بي. وبالرغم من كل المضايقات ظللت قوية متماسكة، مستمسكة بإيماني،
رافضة كل المحاولات الرامية إلى ردتي عن دين الحق، ورفعت يدي بالدعاء إلى مالك الأرض والسماء، أن يمنحني القوة لأصمد
في وجه كل ما يشاع حولي، وأن يفرج كربي. فاستجاب الله دعائي وهو القريب المجيب، وجاءني الفرج من خلال أرملة مسلمة،
فقيرة المال، غنية النفس، لها أربع بنات يتامى وابن وحيد بعد وفاة زوجها، تأثرت هذه الأرملة المسلمة للظروف النفسية التي أحياها،
وتملكها الإعجاب والإكبار لصمودي، فعرضت علي أن تزوجني بابنها الوحيد “محمد” لأعيش وأطفالي معها ومع بناتها الأربع،
وبعد تفكير لم يدم طويلا وافقت، وتزوجت محمدا ابن الأرملة المسلمة الطيبة. وأنا الآن أعيش مع زوجي المسلم “محمد” وأولادي ،
وأهل الزوج في سعادة ورضا وراحة بال، على الرغم مما نعانيه من شظف العيش، وما نلاقيه من حقد زوجي السابق،
ومعاملة أسرتي المسيحية. ولا أزال بالرغم مما فعلته عائلتي معي أدعو الله أن يهديهم إلى دين الحق
ويشملهم برحمته مثلما هداني وشملني برحمته، وما ذلك عليه – سبحانه وتعالى – بعزيز. 

و الجديد فى قصتى ان والدى قد هداه الله للاسلام و مات مسلما و ان شقيتى الصغرى ايضا اعتنقت الاسلام والحمد لله رب العالمين على نعمة الاسلام
وهى ام سائر النعم و بدونها لا نعم و نعيم سواء فى الدنيا لو الاخرة شاء من شاء و ابى من ابى

غرفة الأحزان


  
كان لي صديق أحبه لفضله وأدبه، فكان يروقني منظره، ويؤنسني محضره. قضيت في صحبته عهداً طويلاً ما أنكر من أمره ولا ينكر من أمري شيئاً، حتى سافرت من القاهرة سفراً طويلاً فتراسلنا حيناً ثم انقطعت عني كتبه، فرابني من أمره ما رابني، ثم رجعت فجعلت أكبر همي أن أراه فطلبته في جميع المواطن التي كنت ألقاه فيها فلم أجده، فذهبت إلى منزله، فحدثني جيرانه أنه هجره من عهد بعيد، وأنهم لا يعرفون أين مصيره، فوقفت بين اليأس والرجاء برهة من الزمان، يغالب أولهما ثانيهما حتى غلبه، فأيقنت أني قد فقدت الرجل، وأني لن أجد بعد اليوم إليه سبيلاً.
هناك ذرفت من الوجد دموعاً لا يذرفها إلا من قل نصيبه من الأصدقاء، وأقفر ربعه من الأوفياء وأصبح غرضا من أغراض الأيام، لا تخطئه سهامها، ولا تغبه آلامها.
بينا أنا عائد إلى منزلي في ليلة من الليالي، إذ دفعني الجهل بالطريق في هذا الظلام المدلهم إلى زقاق موحش مهجور يخيل للناظر إليه في مثل تلك الساعة التي مررت فيها أنه مسكن الجانّ، أو مأوى الغيلان، فشعرت كأني أخوض بحراً أسوداً، يزخر بين جبلين شامخين، وكأن أمواجه تقبل بي وتدبر وترتفع وتنخفض، فما توسطت لجته حتى سمعت في منزل من تلك المنازل المهجورة أنة تتردد في جوف الليل، ثم تلتها أختها ثم أخواتها، فأثر في نفسي مسمعها تأثيراً شديداً وقلت: يا للعجب، كم يكتم هذا الليل في صدره من أسرار البائسين، وخفايا المحزونين، وكنت قد عاهدت الله قبل اليوم ألا أرى محزوناً حتى أقف أمامه وقفة المساعد إن استطعت، أو الباكي إن عجزت، فتلمست الطريق إلى ذلك المنزل حتى بلغته، فطرقت الباب طرقاً خفيفاً فلم يفتح، فطرقته أخرى طرقاً شديداً ففتحت لي فتاة صغيرة لم تكد تسلخ العاشرة من عمرها، فتأملتها على ضوء المصباح الضئيل الذي كان في يدها، فإذ هي في ثيابها الممزقة، كالبدر وراء الغيوم المتقطعة، وقلت لها: هل عندكم مريض؟ فزفرت زفرة كاد ينقطع لها نياط قلبها، وقالت أدرك أبي أيها الرجل فهو يعالج سكرات الموت، ثم مشت أمامي فتبعتها حتى وصلت إلى غرفة ذات باب قصير، فدخلتها فخيل إلي أني قد انتقلت من عالم الأحياء إلى عالم الأموات، وأن الغرفة قبر، والمريض ميّت فدنوت منه حتى صرت بجانبه، فإذ قفص من العظم يتردد فيه النفس تردد الهواء في البرج الخشبي، فوضعت يدي على جبينه ففتح عينيه وأطال النظر في وجهي، ثم فتح شفتيه قليلاً قليلاً. وقال في صوت خافت " أحمد الله فقد وجدت صديقي " فشعرت كأن قلبي يتمشى في صدري جزعاً وهلعاً، وعلمت أني قد عثرت بضالتي التي كنت أنشدها وكنت أتمنى ألا أعثر بها وهي في طريق الفناء، وعلى باب القضاء، وألا يجدد لي مرآها حزناً كان في قلبي كميناً، وبين أضلعي دفيناً، فسألته ما باله؟ وما هذه الحال التي صار إليها؟ وكأن أنسه بي أمدّ في مصباح حياته الضئيل بقليل من النور فأشار إلي أنه يحب النهوض فمددت يدي إليه، فاعتمد عليها حتى استوى جالساً وأنشأ يقص عليّ القصة الآتية:
منذ عشر سنين كنت أسكن أنا ووالدتي بيتاً يسكن بجانبه جار لنا من أرباب الثراء والنعمة، وكان قصره يضم بين جناحيه فتاة ما ضمت القصور أجنحتها على مثلها حسناً وبهاءً، ورونقاً وجمالاً، فألم بنفسي من الوجد ما لم أستطع معه صبراً، فما زلت بها أعالجها فتمتنع، وأستترها فتتعذر، وأتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل إليه، حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فانحدرت منه إليها، فسكن جماحها، وأسلس قيادها، فسلبتها قلبها وشرفها في يوم واحد، وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت جنيناً يضطرب في أحشائها، فأسقط في يدي، وطفقت أرتئي بين أن أفي لها بوعدها أو أقطع حبل ودّها، فآثرت آخرهما على أولاهما، وهجرت ذلك المنزل الذي كنت تزورني فيه، ولم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها شيئاً.
مرّت على تلك الحادثة أعوام طوال، وفي ذات يوم جاءني منها مع البريد هذا الكتاب، ومدّ يده تحت وسادته وأخرج كتاباً باليا مصفرّا، فقرأت ما يأتي:
لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهداً دارساً، أو وداً قديماً، ما كتبت سطراً ولا خططت حرفاً، لأني لا أعتقد أن عهداً مثل عهدك الغادر، ووداً مثل ودّك الكاذب يستحق أن أحفل به فأذكره، أو آسف عليه فاطلب تجديده.
إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبيّ نارا تضطرم، وجنيناً يضطرب، أسفاً على ماضي، وخوفاً من مستقبل، فلم تبال بذلك مني حتى لا تحمّل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت صاحبه، ولا تكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها، فهل أستطيع أن أتصور أنك رجل شريف؟ لا.. بل لا أستطع أن أتصوّر أنك إنسان لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في نفوس العجماوات أو أوابد الوحش إلا جمعتها في نفسك وظهرت بها جميعا في مظهر واحد.
كذبت علي في دعواك أنك تحبني، وما كنت تحب إلا نفسك، وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضائها فمررت بي في طريقك إليها، ولولا ذلك ما طرقت لي باباً، ولا رأيت لي وجهاً.
خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعدك ذهاباً بنفسك أن تتزوج امرأةً مجرمة ساقطة، وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صنعة يدك وجريرة نفسك، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دافعتك جهدي حتى عييت بأمرك، فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير، بين يدي الجبار الكبير، سرقت عفتي، فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب استثقل الحياة واستبطىء الأجل، وأي لذة في العيش لامرأة لا تستطيع أن تكون زوجة لرجل، ولا أماً لولد، بل لا تستطيع أن تعيش في مجتمع من هذه المجتمعات البشرية إلا وهي خافضة رأسها، مسبلة جفنها، واضعة خدها على كفها. ترتعد أوصالها وتذوب أحشاؤها خوفاً من عبث العابثين وتهكم المتهكمين.
سلبتني راحتي لأني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر الذي كنت متمتعة فيه بعشرة أبي وأمي، وتاركة ورائي تلك النعمة الواسعة وذلك العيش الرغد إلى منزل حقير في حيّ مهجور لا يعرفه أحد، ولا يطرق بابه، لأقضي فيه الصبابة الباقية لي من أيام حياتي.
قتلت أمي وأبي، فقد علمت أنهما ماتا، وما أحسب أن موتهما إلا حزنا لفقدي ويأسا من لقائي. قتلتني لأن ذلك العيش المرّ الذي شربته من كأسك، والهمّ الطويل الذي عالجته بسببك، فقد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي، فأصبحت في فراش الموت كالذبالة المحترقة تتلاشى نفساً في نفس، وأحسب أن الله قد صنع لي، واستجاب دعائي، وأراد أن ينقلني من دار الموت والشقاء إلى دار الحياة والهناء.
فأنت كاذب خادع، ولصّ قاتل، ولا أحسب أن الله تاركك دون أن يأخذ بحقي منك.
ما كتبت إليك هذا الكتاب لأجدد بك عهداً، أو أخطب إليك وداً، فأنت أهون عليّ من ذلك، إنني قد أصبحت على باب القبر في موقف وداع الحياة بأجمعها خيرها وشرها سعادتها وشقائها، فلا أمل لي في ودّ، ولا متسع لعهد، وإنما كتبت إليك لأن لك عندي وديعة وهي فتاتك، فإن كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوّة فأقبل إليها وخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء ما أدرك أمها من قبلها.
فما أتممت قراءة الكتاب حتى رأيت مدامعه تتحدر على خديه، فسألته: وماذا تم بعد ذلك، قال: إني ما إن قرأت الكتاب حتى أحسست برعدة تتمشى في جميع أعضائي، وخيّل إليّ أن صدري يحاول أن ينشق عن قلبي حزناً وجزعاً، فأسرعت إلى منزلها وهو هذا المنزل الذي تراني فيه الآن، فرأيتها في هذه الغرفة على هذا السرير جثة هامدة لا حراك بها ورأيت فتاتها إلى جانبها تبكي بكاء مراً فصعقت لهول ما رأيت، وتمثلت لي جرائمي في غشيتي كأنما هي وحوش ضارية، وأسود ملتفة، هذا ينشب أظافره، وذاك يحدد أنيابه، فما أفقت حتى عاهدت الله ألا أبرح هذه الغرفة التي سميتها " غرفة الأحزان " حتى أعيش فيها عيشها، وأموت موتها. وها أنا ذا أموت اليوم...
وما وصل من حديثه إلى هذا الحدّ، حتى انعقد لسانه واكفهرّ وجهه وسقط على فراشه فأسلم الروح وهو يقول: ابنتي يا صديقي، فلبثت بجانبه ساعة قضيت فيها ما يجب على الصديق لصديقه، ثم كتبت إلى أصدقائه ومعارفه فحضروا تشييع جنازته، وما رُئي مثل يومه يوم كان أكثر باكية وباكياً.
ولما حثونا التراب فوق ضريحه *** جزعنا ولكن أي ساعة مجزع
يعلم الله أني أكتب قصته، ولا أملك نفسي من البكاء والنشيج، ولا أنسى ما حييت نداءه لي وهو يودع نسمات الحياة، وقوله " ابنتي يا صديقي ".
فيا أقوياء القلوب من الرجال، رفقاً بضعفاء النفوس من النساء. إنكم لا تعلمون حين تخدعونهن عن شرفهن، وعفتهن، أي قلب تفجعون، وأي دم تسفكون إن هذه القصة تبكي العين وتحزن القلب.
هذه القصة تبين للأخت المسلمة حيل كثير من الشباب الذين لا همّ لهم إلا مطاردة النساء في الأسواق والمدارس والطرقات، ثم بكلام معسول تنقاد له وتصبح طريحة أسيرة بين يديه، حتى يعبث بها ويسرق عفتها وطهرها ثم يتبرأ منها بعد ذلك وينكر صحبتها فتبقى المسكينة بين نارين لا تدري ما تقول وما تفعل، بل تلازم البكاء والنحيب لعله يفرج عن نفسها من هذا العناء المتواصل والتفكير الدائم.
وأما الرجل الفاجر فقد ذهب بلا عودة ليصطاد فتاة أخرى بعد ما أذاق الأولى صنوف الآلام والحسرات والبكاء والزفرات، وسرق منها أغلى ما لديها عفتها وطهرها.
فيا أختي المسلمة: أفيقي من غفلتك وانتبهي لنفسك من ذئاب البشر وحصنيها بالحشمة والحياء والحجاب والستر كي تسعدي في الدنيا والآخرة. ونداء إلى الشباب المستهترين العابثين بأخلاق الفتيات أن يتقوا الله جل وعلا ويراقبوه، فإنه سبحانه المطلع على القلوب الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وليعلموا أن لهم أمهات وأخوات وبنات وزوجات وقريبات فهل يرضون أن يفعل بهن كما فعلوا هم ببنات المسلمين.

بقايا زوجه مدمن



قبل أن أُبحر مع وادي الذكريات المؤلمة وأضع المشرط على الجرح لأسيل دمه ليشم رائحته كل من ساهم في مأساتي، أشكو بثي وحزني إلى ربي فهو ملاذي وملجأي.
وبعد: هذه قصتي ومأساتي لعل زوجي يسمعها وهو خلف القضبان يترنح بعدما ذهب عقله ونحل جسمه وارتعشت أطرافه والتهمته الأمراض، أو لعل والدي ينقذ ما يمكن انقاذه من بقايا ابنته التي صارت شبحاً ترقد مع صغارها في بيت يصلح لكل شيء إلا لسكنى البشر.
فكيف نسجت مأساتي؟!!
كان والدي حريص على تزويجي خوفاً من شبح العنوسة الذي داهم أختي، ومن أجل أن لا تتكرر المأساة في نظره.. ونسي قضاء الله وقدره وأن كل شيء مقدر ومكتوب.. ومع أول طارق وافق والدي كأنما يريد أن يتخلص مني، لم يسأل عنه إلا سؤال سطحياً، واكتفى بثناء أهله عليه الذين ساهموا مع والدي في اغتيالي وقتلي.. فقد أخفوا عني ذلك الشيطان الذي يسكن بين جنبيه متعللين بعدما ناقشتهم حين انفجر البركان وأكلت ناره الأخضر واليابس مثلي وبدؤا يكيلون لي المديح.. ولماذا لم يقولوا لي الحقيقة، تعللوا بحجة أوهى من بيت العنكبوت، قالوا: لعله يصلح بعدما يقترن بزوجة..!
واقترن بزوجة بريئة لم تعلم ما يخفى بين جنبيه من السم الزعاف وألقيت في بحر آسن، فغرقت ولم تجد من ينقذها منه.
بعد الزواج اكتشفت الحقيقة المذهلة، في الشهر الأول من الزواج، ففي ليلة من الليالي عاد من سهرته فشممت رائحة قذرة تنبعث من أنفاسه، فسألته عن هذه الرائحة فقال وهو بين الضحك والهذيان وأطرافه ترتعش، هذه رائحة عطر أيتها المخبولة، وأفزعني بنظرة من عينيه الجاحظتين والحمرة تكسوهما كأنما ألقيتا في تنور، وهو يهذي بكلام لم أفهم منه شيئاً إلا أن فيه ملامح تهديد ووعيد، بعدما ألقى بي بكل قوة على الأرض وراح يضربني في كل مكان، ثم ألقى بنفسه بعدما أعياه التعب كالبعير الهائج بعد أن خارت قواه.
في الصباح استيقظت على هول تلك الليلة فسوّلت لي نفسي أن أخبر والدي ولكن خفت الفضيحة وليتني فعلت، فقد مرّ عليّ هذا الصمت المؤلم أكثر من عشرين سنة أنجبت خلالها أربعة أطفال شبوا على هذه المأساة، كل يوم يرون والدهم على حال غير تلك الحال التي يرون الناس عليها..
دائماً تلح عليّ طفلتي التي بلغت العاشرة من العمر، تقول لي: والدمع يذرف من عينيها كحب لؤلؤ انحدر في جدول ماء أروع ما فيه صفاؤه، لما تبكين يا أمي كل يوم؟ ألن تشبعي من البكاء؟ هل والدي مريض؟ ولم يضربك؟ وأين هو الآن؟ لقد طال سفره هذه المرة، لنا أكثر من سنة لم نره، في كل مرة كان يسافر يغيب عنا ثم يعود.. ثم يسافر مرة أخرى.
يا لهذه الطفلة البريئة تظن أن والدها يسافر، تصدق ما أقوله لها بأنه يسافر بينما هو خلف القضبان رغم أنفه..
وبعد؛ هذه مأساتي باختصار لأني أعرف أن كل شخص يستمع إليّ مشغول بنفسه.
أنا اليوم بقايا زوجة.. بقايا امرأة..!!
أحتضن أطفالي كلما أقبل الليل..
يداهمني الخوف إذا سمعت صوت الرعد أو لمع البرق مخافة أن يداهمنا المطر فيهوي هذا البيت الهزيل علينا..
أرى في عيون أطفالي سؤالاً حاداً يرسم على نظراتهم إلي، من هو المسؤول عنا؟ أين والدنا يا أمي؟ فلا أجيبهم، فيعود صوتهم مرغماً بعدما يصدم بجبال السراب البعيد، يداهمنا الجوع أحياناً..
والبرد يقطع أوصالنا فيفر النوم من عيوننا، وكل هذا يهون لأني أؤمن برب قد تكفل برزق عباده كما يرزق الطير في أوكارها.
فليتك يا زوجي تسمعني..
وليتك يا والدي تسمعني..
وليت المجتمع يسمعني..
بل ليت كل من ساهم في مأساتي يسمعني..
أسمع صوت الذئاب تعوي آخر الليل، وبعضاً من أطراف النهار حول بيتي، تريد أن تنهش عفتي، فأنا أشم رائحتها القذرة، فمن يحميني؟! فالخوف والجوع والوحدة والضعف وصراخ أطفالي سكاكين قد تقتلني..

مـأساة


صرخت بصوت تخنقه العبرات وهي تقول : " لن أعود، أبدًا لن أعود. آه لو عرف أبي ؟ كيف لو علم زوجي ؟! أتوب، أريد أن أتوب، لن أعود، أبدًا لن أعود. أرجوكم استروا علي، سوف أضيع، سأتحطم، سأنتهي. كانت محاولة، محاولة فقط!! أرجوكم، أرجوكم لا تهدموا حياتي".
"أنحن نهدم حياتك؟! أنحن نحطمك؟! أم أنت التي جنيت ذلك بيديك؟!".
اختفى الصوت قليلًا.. قليلًا غارقًا في نهر من الدموع تسبح به عبرات الندم مع أنين يسمع بين الضلوع.
سألها رجل الحسبة: "في تلك اللحظات أخية ألم تذكري عظمة الله وأنه يراك؟! وكيف بك إذا وقفت بين يديه؟! هول القيامة، إذا فضحت السرائر؟! كيف بك إذا سيق المجرمون إلى جهنم بالسلاسل والأغلال؟ كيف بك إذا وضعت بالقبر وحيدة؟!
يا أخية ألم تذكري في تلك اللحظات زوجك الذي هو جنتك أو نارك؟ طفلك يا أخية إذا التفت يمينًا وشمالا يبحث عنك ويصرخ أمي.. أمي ولم يجبه إلا صدى صوته وهو وحيدًا خائفًا تائهًا؟!".
انفجرت تبكي مرة أخرى وهي تقول: "كفى، كفى أرجوك لقد تمزق قلبي، وأرهقني البكاء كانت محاولة عابثة وطائشة. سأروي لك كل شيء، كيف كانت البداية، وكيف كان انزلاقي وعبثي"، وبصوت مبحوح قالت: "أرجوك لا تخبر أبي فقد يفقد حياته بسببي أو أفقد حياتي بسببه. ولا تخبروا زوجي فأفقد طفلي ومستقبلي وأكون عرضة للضياع والتشرد".
تنهدت وقالت: "كنت امرأة سعيدة، مستقرة في حياتي، لا هم لي في هذه الدنيا سوى زوجي وطفلي. زوجي من أفضل الرجال خلقًا وأدبًا، ابني في الثانية من عمره يزرع الابتسامة والفرح في قلبي.
كنت امرأة لا تعرف من الرجال إلا زوجها ومحارمها، ولا أعرف النظر إلى الرجال الأجانب ولا الحديث معهم، إذا ذهبت إلى السوق أكون محتشمة لابسة اللباس الشرعي الساتر. لم يكن الذهاب للأسواق يومًا من الأيام همي، إلا لشراء ما أحتاجه وأعود مع زوجي وطفلي إلى بيتي.
ومع ترددي إلى الأسواق بين الحين والآخر، بدأت ألمح ذلك النقاب ترتديه بعض النساء! قلت في نفسي ماذا لو جربته؟! وأوهمت نفسي أني أرى الطريق بوضوح، وأعاين كل ما أشتري بدقة، وطالما أني محتشمة فلا علي -ولم أدر أن فيه السم الزعاف- وشيئًا فشيئًا استهويت لبسه، فصار ضروريًا. فقد أحسست أني قد وجدت شيئًا قد فقدته.
فتغيرت أيامي وتبدلت حياتي وتفكيري، لذلك بدأت أحرص على الذهاب للأسواق متوهمة أعذارًا واهية -كالسراب بقيعة- فيوم أتذرع بشراء فساتين وآخر لإرجاعها، وقد أتعمد أن أشتري مقاسًا مخالفًا لأجد مبررًا لخروجي، وكنت أبحث عن شيء لا أدري ما هو أحسست أن قدمي بدأت تنزلق ولم أفكر بها.
من بعيد كنت ألمح الرجال بوضوح وأرى نظرات الإعجاب -وهكذا سولت لي نفسي- وفجأة طرق مسمعي صوت الإعجاب والثناء وعبارات الإطراء، وهم يرون تلك العيون الكحيلة! الواسعة! فكانت البداية وَ (المأساة).
بدأ حديث العيون يحرق شيئًا من حياتي في كل مرة أتردد وأتخوف، ربما وربما. الخوف من الله، ثم صراخ ابني يملآن السكون من حولي، صوت من أعماقي قفي، تمهلي، انتبهي، لا تغرقي! ولكن شيئًا فشيئًا بدأت الرهبة تزول والخوف يختفي وفي ذلك اليوم (...) سمعت كلمات الإعجاب وعيني تلحظ الابتسامة، ألقى بكلمة، رقصت لها عيني وبوادر فرح كاذب ناولني رقم هاتفه؟!
بدأنا هناك، وانتهينا هنا، والعبث فترة مأساة، والوقت صمت طويل، وندم طويل، وحزن طويل".

شرارة البداية


غمرني والدي بحبه الذي لا حدّ له، فجعل مني شاباً يتطلع لغد أفضل أملك موهبة التحصيل العلمي، مما جعلني متوفق في دراستي الأمر الذي صرت فيه محسوداً من قبل الزملاء ضعاف النفوس الذين لا يملكون إلا هذا المرض تجاه من يمنحهم الله فضلاً من عنده.
أرى علامات البشر والرضاء في عيني والدي كلما رآني قادماً من المدرسة، أسمع خفقان قلبه تحكي صوراً لم يفصح عنها، ولكنها ترتسم على محياه ولا يشعر بها، أحس أنه يرى نفسه في شبابي، يرى أيامه الخوالي كلما رآني فيذكر طفولته الغابرة، لم أجد تفسيراً لتلك الدمعة التي تنحدر على وجنتيه التي خط الكبر فيها خطوطاً متعرجة، فجعلت منها لوحة رائعة توضح تمسك هذا الرجل بمبادئه، بعد مدة تجرأت وسألته عن سر تلك الدمعة التي تنحدر كحبة لؤلؤ تبحث عن حياة في قاع البحر، فنظر إلى البعيد كأنما ينظر لسراب قائلاً: فقدت والدي وأنا بأمس الحاجة إليه، فزاد قلقي عليك ولا أدري لماذا؟
منحني الثقة المطلقة وأنا بعد لم أزل صغيراً عليها، لذلك لم أستوعب أن يمنح المرء ثقة والده وهو في سن مبكرة، السيارة تحت يدي والمال الوفير يملأ جيوبي، فأحسست بالسعادة وبخيوط الحرية أطلقتني من شباكها، فبدأت أحاول أن أستكشف أطراف المدينة كلما سنحت لي الفرصة، فصارت بعد ذلك رغبة يومية، فكان من الطبيعي أن أتأخر في العودة إلى المنزل بعض الليالي، وأحياناً لا أعود إلا في الهزيع الأخير من الليل، ولم أجد ذلك الذي يجب أن يكون بالمرصاد كلما تأخرت، أين أنت، لماذا تأخرت، ومع من كنت؟
ولكن سياج الثقة الممنوح لي حال بيني وبين هذا السؤال المهم، فألفت العودة للمنزل متأخراً، وألفت الترحال والتسكع بلا هدف وأنا أجوب أطراف المدينة.
أرى ملامح القلق على محيا المعلمين بسببي، فأنا بدأت أعتمد على ذاكرتي فقط في الدراسة أو ما ألتقطه من المعلم أثناء الشرح حال اليقظة وأنا في الفصل، إلا أن هذا المعلم لم يطرح السؤال المهم، أين أنت؟ وما سبب هذ السهر؟
أحس بصداع مزمن لا أجد له تفسيراً.. وما هو سببه؟ أسهر لأطرد ذلك الصداع فيزداد ألماً.. أنام لأهرب من الصداع، فأستيقظ من شدة الصداع، تناولت ما يسمى بالبنادول لأقاوم ذلك الصداع، فيهدأ قليلاً ثم يعود الألم مرة أخرى، ولا زلت لا أدري ما هو السبب.
ذهب بي والدي الحنون لأحد معارفه من الأطباء ليأخذ رأيه في هذا الصداع.. وفي عيادة الطبيب انفرد بي وقال لي: أين تذهب كل ليلة؟ وماذا تعمل؟ وماذا تشرب؟
فنظرت إليه باستغراب واشمئزاز، كيف لطبيب أن يلقي مثل هذه الأسئلة؟ فابتسم وعرف أني معترض على أسئلته، إلا أنه طلب مني الإجابة فأخبرته بما أراد على تضجير مني..
قلت: أنا في كل ليلة أذهب إلى صديق لي أتناول معه قليلاً من الشاي ثم أجوب أطراف المدينة تجوالاً وأعود إلى البيت حينما يشتد بي الصداع.
فقال الطبيب: منذ متى وأنت تشرب هذا الشاي عند صديقك؟
فقلت: منذ شهرين تقريباً، وهي المدة التي بدأت أحس فيها بالصداع.
فقال: هل تتذكر أول ليلة شربت فيها ذلك الشاي عنده؟ صفه لي بكل وضوح..
فاستغربت لطلب هذا الطبيب الذي تحول إلى محقق وهو لا يدري، إلا أن خجلي دفعني لأن أخبره وأنا غير مقتنع بما يقول.
فقلت له: في تلك الليلة كنا مجموعة من الزملاء عند صاحب لي وكان لديه ضيف قادم من مدينة أخرى، فكان موضع الحفاوة والتكريم وقدم لنا في تلك الجلسة شاياً لفت نظري طعمه، فقد كان على غير العادة فهممت أن أضعه ولا أشربه، فرأيت الجميع يرمقونني بأبصارهم فشربته مجاملةً لصاحب الدعوة، ثم بعد ذلك تناولنا العشاء، وذهب كل إلى طريقه وبيته، وفي نفس الوقت من الليلة المقبلة أحسست برغبة الى ذلك الشاي بالذات، ولكن من غير المعقول أن أذهب إلى صاحبي هكذا وأطلب منه قليلاً من شاي البارحة.. فافتعلت حيلة وذهبت إليه بحجة أني أساله عن صاحبه، وهل سافر أم سيمكث في المدينة لأقوم بواجب الضيافة، فرحب بي وأدخلني وقدم لي ذلك الشاي، فقلت له برغبة خفيفة لعله أن يكون مثل شاي البارحة، فرمقني بنظرة أحسست أنها اخترقت أحشائي ولا أدري ما سببها، ورأيت على شفتيه ابتسامة صفراء، فقال: نعم هو من شاي البارحة بل أحسن، وكلما أحسست برغبة إلى هذا الشاي فالبيت بيتك. ومنذ ذلك اليوم وأنا أمر عليه وأشرب ذلك الشاي.
وبعد فترة قصيرة خرج صاحبي بسيارته ليلاً واصطدم بعامود النور وفارق الحياة، ومن يومها والصداع يحطم رأسي فظننت أنه بسبب الحزن على صاحبي، فولّىّ الحزن وبقي الصداع حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، أكاد أجن ولا أدري ما هو السبب؟
فتح الطبيب الباب، ونادى والدي وألقى عليه الخبر الذي نزل عليه وعليّ كالصاعقة: ابنك يا عزيز مدمن وهو لا يدري..
فسقط والدي مغشياً عليه.. وأنا بعده تحولت الى كومة من اللحم ألقيت في أحد المصحات بعدما ذبل عود الشباب.. وراح بريقه.
فمن يعتبر.... من يعتبر.. !!

قصة وعبرة


كانت فاطمة جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها ، كادت الأم تصعق ، وهي ترى ابنتها لا تتحرك من مقعدها فلا تقوم للترحيب معها بالجارة الطيبة الفاضلة التي بادرت – برغم – ذلك إلى بسط يدها لمصافحة فاطمة ، لكن فاطمة تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة ، وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها : قومي وسلمي على خالتك ، ردت فاطمة بنظرات لا مبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات أمها !.

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته فاطمة ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها ، وإهانة لها ، فطوت يدها الممدودة ، والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول : يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب!
هنا قفزت فاطمة من مقعدها ، وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول : سامحيني يا خالة .. فو الله لم أكن أقصد الإساءة إليك ، وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ، ودعتها لتقعد وهي تقول لها : تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك ؟!
نجحت فاطمة في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغريب ، غير المفهوم ، بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها .
قامت الجارة مودعة ، فقامت فاطمة على الفور ، وهي تمد يدها إليها ، وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى ، لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول : ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك .
لكن الجارة ضمت فاطمة إلى صدرها ، وقبلت رأسها وهي تقول لها : ما عليك يابنتي .. لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة .
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لفاطمة في غضب مكتوم : مالذي دفعك إلى هذا التصرف ؟ قالت : أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني .
ردت أمها : تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها ؟!
قالت فاطمة : أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا ! صاحت أمها : أنا أفعل هذا يافاطمة ؟!
قالت : نعم تفعلينه في الليل والنهار .
ردت أمها في حدة : وماذا أفعل في الليل والنهار ؟ قالت فاطمة : يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه!
صرخت أمها في غضب : من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه ؟ قالت فاطمة : الله يا أمي .. الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي .. ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي .. وأنت لاتتوبين .. لاتمدين يدك إليه ، تعاهدينه على التوبه . صمتت الأم ، وقد أذهلها كلام ابنتها .
واصلت فاطمة حديثها : أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا ، وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني ؟ أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار . يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )). رواه مسلم .
فهل رأيت يا أمي : ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين ، وأنت تقبضين يدك عنه ، ولا تبسطينها إليه بالتوبة!
اغرورقت عينا الأم بالدموع .
واصلت فاطمة حديثها وقد زادت عذوبته : أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين ، وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة ، وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه ، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا .. أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك ، وتبرجك ، بينما أنا محجبة !.
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم ، وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد : (( تبت إليك يا رب .. تبت إليك يارب.
قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه )) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا, خاصة ونحن في شهر فضيل, وموسم كريم, قد غلقت فيه أبواب العذاب وفتحت فيه أبواب الرحمة, وهو فرصة عظيمة للعودة إلى الله, وقد لا تتكرر هذه الفرصة مرة أخرى, فيأتي رمضان وأنت في عداد من قد مات, والله المستعان.
فعسى أن يكون في هذه القصة عبرة لك تكون باب خير للدعوة إلى التوبة إلى الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

اصدار النسخة الثامنة من برنامج Parallels Desktop لتشغيل ويندوز ومختلف الأنظمة على الماك


صدرت اليوم النسخة الثامنة من برنامج Parallels Desktop والذي يمكنك من تشغيل “ويندوز” ومختلف الأنظمة على الماك من دون إعادة تشغيل.
البرنامج مفيد لمن يستخدمون نظام الماك لكنهم يحتاجون لاستخدام برامج خاصة بالويندوز كمايكروسوفت اوفيس وغيره. أيضاً البرنامج يدعم أحدث التقنيات لتشغيل الألعاب بأداء ممتاز.
الجديد في هذه النسخة
التكامل مع نظام Mountain Lion ودعم مميزاته بما يتضمن:
دعم وضع كامل الشاشة لبرامج الويندوز
استخدام Launchpad لبرامج الويندوز
دعم Mission Control
دعم الـ gestures
دعم شاشة الريتنا للبرنامج والويندوز
دعم مركز الإشعارات للبرنامج وأيضاً تنبيهات ويندوز
دعم لخاصية الإملاء Dictation
دعم لخاصية السحب والإفلات بين النظامين، ومزامنة تغييرات لوحة المفاتيح
معالج جديد يسهل عرض “العروض التقديمية” من الويندوز على الشاشات الخارجية
إضافة لسفاري تمكنك من فتح المواقع التي تتطلب انترنت اكسبلورر على الويندوز بضغطة زر
مشاركة أجهزة البلوتوث بين الماك والويندوز بنفس الوقت
مشاركة سلة المهملات
دعم كامل لـ Windows 8
إمكانية تحميل ويندوز مباشرة من البرنامج
تحسين أداء رسوميات الـ 3D
تحسين الأداء والثبات
تحسين عملية توصيل واتصال الأجهزة بنسبة 30٪
تحسين أداء وسرعة الألعاب بنسبة 30٪ عن النسخة السابقة من البرنامج
تحسين عملية تشغيل، إيقاف التشغيل، والاستئناف للويندوز بنسبة 25٪
تقليص استهلاك البرنامج البطارية


الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

أيسر تعلن عن جهاز ” ترافيل ميت بي 113 ” ليكون الحل المثالي للاستخدام المدرسي


أطلقت أيسر اليوم جهاز “ترافيل ميت بي 113″ ليكون الحل المثالي للاستخدام المدرسي، وذلك بفضل شكله النحيف ووزنه الخفيف وبطاريته ذات العمر الطويل.
ويلبي الجهاز كافة متطلبات التواصل والتنقل، مما يتيح للطلاب فرصة إبداع المحتوى ومشاركته مع الأصدقاء وزملاء الدراسة، وبوقت قياسي. كما إنه جهاز مثالي لكافة المستخدمين من المبتدئين والمتقدمين، وذلك لما يوفره من فعالية في أداء الوظائف الأساسية وسهولة الاستخدام.
ويمتاز «ترافيل ميت بي 113» بشاشة عرض مريحة بقياس 11.6 إلى جانب تطبيق Office Manager من «أيسر» وغيرها من التطبيقات الأمنية القوية الأخرى، مما يجعله زميل التعليم اليومي الذي يمكن الاعتماد عليه.
ويعد تطبيق Office Manager من «أيسر» حلاً سهل الاستخدام حيث يسمح لمؤسسة التعليم استخدام السياسات الأمنية، ومراقبة أصول تكنولوجيا المعلومات، وجدولة مهام الصيانة ضمن حزمة واحدة بسيطة سهلة القيادة.
هذا، ويتوفر جهاز «ترافيل ميت بي 113» مع تطبيق ProShield Manager من «أيسر»، وهو مجموعة من الأدوات الأمنية الأساسية سهلة الإدارة التي تدمج مزايا أساسية ضمن واجهة مستخدم موحدة. ويضمن هذا التطبيق عدم وصول ممن لا يُرغب به إلى البيانات داخل الجهاز  بدءاً من مستوى نظام الإدخال والإخراج “البيوس” وحتى مستوى التطبيق، ويحفظ الملفات الهامة آمنة من خلال ترميزها وتخزينها في “السواقة الأمنية الشخصية”، مما يتيح للمستخدمين إزالة الملفات أو المجلدات غير المرغوب فيها وعدم استعادتها.

شركة ARM تستخدم تقنية ASTC في جيلها الثاني من معالجات Mali GPU


تعتبر شركة ARM أحد أهم الشركات الرائدة في مجال المعالجات أو الدوائر الإلكترونية والتي تستخدم بالأساس في أغلب الأجهزة و الهواتف المحمولة.
طموح ARM هذه المرة تمثل في طرح تصاميم جديدة للجيل الثاني من معالجات الرسوميات أو GPU الخاصة بالأجهزة المحمولة رغبة منها في تعزيز مكانتها في السوق، فالجيل الثاني من هذه المعالجات أو سلسلة T-600 كما أكدت الشركة مخصصة لتعزيز الأداء بنسبة 50% الأمر الذي سيمكن الهواتف الذكية وأجهزة التابلت من تشغيل ألعاب الفيديو ذات الجرافيك المكثف بالإضافة إلى تشغيل البرامج وتحرير الصور بشكل أسرع وبطاقة أقل عما هو عليه.
هذا وتقول ARM أن أول منتج بمعالجها الجديد لن يتم إطلاقه إلا بعد سبتمبر من عام 2013.
و حاليا الشركة البريطانية ARM تعتبر المسيطر على سوق وحدات المعالجة المركزية أو CPU للأجهزة المحمولة بما فيها اللوحيات والهواتف الذكية، لكنها ليست كذلك حينما يتعلق الأمر بـوحدات الـGPU فالريادة هنا تؤول إلى الشركة البريطانية المنافسة Imagination Technologies.
ARM ضد Imagination
تقول ARM وحسب إحصائياتها أن كل واحد من خمسة هواتف اندرويد الذكية تحتوي على معالجات تستخدم تكنولوجيا خاصة بها بما فيها هاتف سامسونج جالاكسي أس 3.
على النقيض فقد أثبت دراسة قام بها Jon Peddie أن تكنولوجيا Imagination كانت مستعملة في نصف مجمل معالجات الـGPU للأجهزة المحمولة الذكية التي تم شحنها خلال عام 2011 بما فيها رقائق لأجهزة أبل الآيباد والآيفون.
هذا وقد كانت أجهزة ألعاب الفيديو مثل Playstation 3 و Xbox 360 تاريخيا قادرة على إظهار رسومات ومستوى جرافيك أكثر تطورا من الهواتف الذكية و التابلت نظرا لكونها تستخدم رقائق تتطلب طاقة أكثر، لكن الفجوة اليوم تقلصت بسب الكفاءة التي أصبحت تتمتع بها معالجات الرسوميات في الأجهزة المحمولة خصوصا وأنها تستعمل في ذلك تكنولوجيا متقدمة.
معالجات بتقنيات جديدة
تعتزم ARM اليوم اللحاق بالركب ولم لا تجاوز الجيل الحالي من مشغلات ألعاب الفيديو عن طريق إستعمال تقنية جديدة أطلقت عليها إسم ASTC technology إختصارا لـAdaptive Scalable Texture Compression
وتقول عنها الشركة المطورة أنها تقنية ثورية في عالم الرسوميات تستعمل طريقة ونوع جديد من التعليمات ما من شأنه أن يتيح لمصممي البرامج والألعاب إستخدام نفس الكمية من البيانات لوصف صورة أكثر تفصيلا مما كان ممكنا من ذي قبل، أو اللجوء إلى إستخدام كميات من البيانات بشكل أقل لإعطاء نفس القدر من التفاصيل، هذا بالإضافة إلى تغطية مجموعة واسعة وكبيرة من الإمتدادات تشمل بذلك صور الـ2D و 3D وغيرها.
وبالتالي فإن التقنية تعتمد بالأساس على ضغط كمية هامة من البيانات لنقلها بالشكل الذي يتيح إستعمال قدر أقل من الطاقة.
وقد قال عنها Steve Steele مدير الإنتاج في ARM :
من وجهة نظر المستهلك ستكون على أنها تعني عمر بطارية أطول مع جودة صورة أكبر.
هذا ويعتبر الجيل الأول من معالجات Mali GPU مميزة بالفعل و بالقدر الذي رأيناه في هاتف جالاكسي أس 3، في حين أن تقنية جديدة مثل ASTC هي التي ستكون معيار الصناعة المستقبلية لمعالجات الرسوميات خصوصا مع التطور الملاحظ في ألعاب الفيديو إلى جانب الثورة الحاصلة في عالم الصورة وجودة الفيديو على غرار دعمها لجودة الـ4K و8K هذا في الوقت التي تأمل فيه ARM نفسها إلى تقديم تراخيص لإعتماد هذه التقنية.

شركة سوني تطلق هاتفها الذكي الجديد اكسبيريا آيون باحدث الميزات التقنية ومزود بهيكل متين مقاوم للماء


أطلقت شركة سوني للاتصالات المتنقلة هاتفها الذكي الجديد اكسبيريا آيون، باحدث الميزات التقنية ومزود بهيكل متين مقاوم للماء.
ويتميز الهاتف الجديد بالكاميرا العالية الوضوح التي تصل دقتها إلى 12 ميجابكسل والتي تتيح للمستخدمين المشاهدة والتواصل وتبادل المحتوى الإعلامي بوضوح فائق عبر شاشة عرض بحجم 4.6 إنش – وهي أكبر شاشة تقدمها شركة سوني عبر هاتف ذكي.
وتم تصميم هذا الهاتف لمستخدمي الهواتف الذكية المتطلبين ممن يبحثون عن تجربة متفردة. وفي هذا الإطار، جرى تجهيز إكسبيريا آيون بخصائص معالجة قوية، مع الاتصال السريع بالانترنت، والتصميم المبتكر، فضلاً عن تجربة المشاهدة عالية الدقة.
وفي تصريح له خلال اللقاء، قال روديجر أودينباخ، نائب الرئيس، سوني للاتصالات المتنقلة، الشرق الأوسط وأفريقيا: “يقدم إكسبيريا آيون، تماماً كسابقه إكسبيريا إس، شاشة العرض الأكثر إذهالاً من أي هاتف ذكي آخر في السوق، وذلك بفضل تكنولوجيا معالج برافيا موبايل من سوني. كما يقدم ايضاً أكبر شاشة عرض قدمناها عبر هاتف ذكي، وهذا سيضفي بلا شك المزيد من المتعة على تجربة المستخدم. أضف إلى ذلك، تكنولوجياxLOUD وتقنية الاستشعار Exmor R من سوني، وبالتالي فإن إكسبيريا آيون يقدم أقوى حزمة من المزايا حتى الآن”.
يوفر إكسبيريا آيون تجربة عرض مذهل مع معالج قوي ثنائي النواة باستطاعة 1.5 جيجاهرتز لأداء أسرع، وكاميرا بدقة 12 ميجابكسل مع خاصية الالتقاط السريع للصور مما يتيح للمستخدمين التقاط الصور خلال ثانية واحدة تقريباً من وضع الاستعداد. ويتضمن الهاتف الذكي ميزة الاتصال السهل عبر HDMI لتبادل المحتوى بلمسة واحدة عبر تقنية الربط DLNA، وتقنية الاتصالات قريبة المدى (NFC)، مما يسمح للمستخدمين بتبادل المحتوى مع بعضهم البعض والتمتع بعدد متزايد من تطبيقات وخدمات (NFC)، فضلاً عن ميزة العلامات الذكية (SmartTags)، والقاعدة الذكية (Smart Dock).
يتوفر الهاتف الذكي الجديد إكسبيريا آيون رسمياً في منطقة الشرق الأوسط ابتداءً من اوائل شهر سبتمبر 2012 وبسعر 2299 درهمًا، علماً أنه يعمل بمنصة أندرويد 4.0 (آيس كريم ساندويتش).


الفنانة المغربية صوفيا المريخ تقرر اقامة حفل زفافها على رجل اعمال مغربي بشكل سري


أفاد موقع “ديار” ان الفنانة المغربية صوفيا المريخ تستعد لدخول القفص الذهبي في الأيام المقبلة مع شريك اختارته من أبناء بلدها المغرب.
واضاف موقع “ديار” ان صوفيا تعيش أسعد ايام حياتها بعدما وقعت في غرام رجل أعمال وهو من خارج الوسط الفني.
وانتهت صوفيا من تصوير أغنيتها الجديدة “تحت النظر” على طريقة الفيديو كليب تحت ادارة المخرج “دافيد زيني” في إمارة دبي.
يذكر أن أغنية تحت النظر” باللهجة المصرية وهي من كلمات نادر عبدالله ومن ألحان وليد سعد ومن توزيع توما وهي من ضمن أغنيات ألبوم صوفيا الجديد
ذكرت جريدة «العرب اليوم» ان الفنانة المغربية صوفيا المريخ قررت إقامة حفل زفافها يوم الخميس في العاصمة الإدارية للمملكة المغربية بشكل سري، في حين انها كانت تحضر لهذه اللحظة منذ قبل شهر رمضان المبارك.
الحفل سيقام في أحد الأحياء الراقية في الرباط، في حين ان زوج صوفيا المريخ يشغل منصبا مهما في احدى الشركات المكلفة بتموين وتجهيز القصور الملكية المغربية.


المطربة اللبنانية باسكال مشعلاني تستنكر جرائم القتل و الاختطاف في لبنان


أعربت المطربة اللبنانية باسكال مشعلاني عن حزنها الكبير جراء الأحداث التي حدثت مؤخراً في لبنان.
وقالت باسكال مشعلاني عبر حسابها الخاص عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك :” مرحبا لكل الأصحاب بتمني أن يكون الكل بخير على عكس ما عم نشوف ونسمع بالأخبار عن جرايم القتل والخطف اللي عم بتصير كل يوم عنا وحوالينا والله حرام كل يلي عم بيصير بحق الأطفال وبحق الإنسان صرنا نستحلي نسمع خبرية حلوي عن العطاء، السلام والمحبة، كلو قتل وخطف أنا كتير زعلانة من كل يللي عم بيصير وبتمنى من كل قلبي انو ترجع العالم تحب بعضها البعض أكثر لأنو الحياة حلوة وبتستاهل انو نعيش فيا بسلام”.

فيس بوك يكشف أن 500 تيرابايت من البيانات يتم تداولها يوميا بالموقع


من المعروف أن شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك هي أضخم شبكه إجتماعية موجودة الآن على الساحة التقنية حيث تجاوز عدد مستخدميها 950 مليون مستخدم يستعملون هذا الموقع للتواصل اليومي مع الأصدقاء ولتحميل عدد لا محدود من الصور، ولنشر روابط ومقاطع فيديو من مواقع مختلفة .
ولقد كشف الفيس بوك أنه هناك 500 تيرابايت من البيانات يتم تداولها يوميا بالموقع ناهيك عن 2.7 مليار إعجاب “like” وتنزيل 300 مليون صورة هذا اضافة إلى فحص 105 تيرابايت من البيانات كل نصف ساعة ومعالجتها ومن خلال هذه المعالجة تقع معرفة ردود فعل المستخدمين بغايه تعديل التصاميم وإطلاق تحديثات جديدة تتوافق مع متطلباتهم وتسهل عليهم تصفح الموقع .
وقال مسؤول بالموقع أن هناك مجموعة من الموظفين يقع تدريبهم جيدا للإطلاع على بيانات المستخدمين في سرية تامة كما أن هناك العديد من أشكال الحماية ضد سوء المعاملة المترتبة عن معرفة هذه البيانات الشخصية .

اخبار سوريا : انباء عن مقتل 172 شخص في دمشق و ادلب و دير الزور بعد استمرار تواصل قصف عليها


أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت مقتل 172 شخصا في سوريا يوم أمس السبت معظمهم في دمشق وريفها وإدلب والبوكمال في دير الزور.
كما وثقت الشبكة تواصل قصف النظام المدفعي والجوي على عدد من المدن والبلدات السورية، بينما تضررت كنيسة في حي الحمدانية بحمص القديمة، ووقع انشقاق في مطار الحمدان في البوكمال بدير الزور.
ووفقا لبيان الشبكة، فإن بين قتلى الأمس 22 طفلا و13 سيدة، وأن 51 قتيلا سقطوا في دمشق وريفها، 33 في دير الزور، 31 في إدلب، 18 في كل من حلب ودرعا، 13 في حمص، 7 في حماة، وواحد في اللاذقية.
في حين أفادت شبكة شام الإعلامية بتجدد الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي عند فرع الأمن “211″ في حي تشرين بدمشق، كما تتواصل الاشتباكات خلال الليل في حييْ برزة والقابون، وفي ببيلا بريف دمشق.
وفي البوكمال، تواصلت الاشتباكات في المدينة وسط قصف عنيف من مدافع قوات النظام بعد أن تمكن الجيش الحر من بسط سيطرته على كتيبة المدفعية بالمدينة واستيلائه على أسلحة متطورة فيها، وامتدت الاشتباكات إلى حي الجورة في دير الزور.
وفي إدلب، تم تدمير حاجز للجيش النظامي في مدينة أريحا على يد كتيبة أحرار الشام التي قال ناشطون إنها دمرت عدداً من الآليات والدبابات وتصدت للمروحيات التي قصفت المدينة.
أما حلب التي تشهد صراعا عنيفا منذ أسابيع، فقد تواصلت فيها المعارك عند المطار الدولي ومطار النيرب العسكري، وكذلك في أحياء الإذاعة وصلاح الدين وسيف الدولة.
كما شهدت حلب تجدد القصف من الطيران الحربي على أحياء السكري وبستان القصر والحمدانية والشيخ مقصود والميدان والقاطرجي ومساكن هنانو والإذاعة، أما ريف حلب فشهد قصفا بالمدافع على بلدات الباب ودير حافر وقبتان الجبل.
وعلى الصعيد الإنساني، قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الأردني جعفر حسان إن طاقة بلاده الاستيعابية للاجئين السوريين قد تم تجاوزها.
وأوضح حسان أن كلفة إقامة 140 ألف سوري قد بلغت 160 مليون دولار في العام الجاري، متوقعا ارتفاع التكلفة الإجمالية لتصل إلى 360 مليون دولار العام القادم، وقائلا “لا يمكن للحكومة الاستمرار في التحمل”.


كيف تقضين على الكرش ؟


تُعانين من الاحراج الشديد بسبب الكرش الذي يُهدد جمالك وقوامك؟ ولجأت الى اساليب متعددة وحديثة لكنك فشلت؟
إليك بعض النصائح للتخلص من الكرش.
أولاً: اقلعي عن تناول الاطعمة التي تسبب الانتفاخ مثل الحليب والبقوليات والموز والمعجنات.
ثانياً: تناولي التفاح المقشر والخوخ والجزر والفواكه الحمضية والخضراوات الورقية، وغيرها من الاطعمة الغنية بالالياف.
ثالثاً: اشربي كميات كبيرة من الماء لتنظيف الجسم من السموم المتواجدة فيه، وتأكدي من مضغ الطعام جيداً عند تناوله فتناولي الطعام بسرعة أو بفم مفتوح يجعل الانسان يبلع الكثير من الهواء وبالتالي يسبب الانتفاخ.
رابعاً: تأكدي من الوضعية الصحيحة عند جلوس.
خامساً: احرصي على ممارسة التمارين الخاصة لشد البطن كل يوم لمدة 15 دقيقة على الاقل.
سادساً: اكثري من شرب الشاي الاخضر خلال اليوم للتخلص من السوائل والسموم.
سابعاً: تناولي الزبادي قليل الدسم فهو يحرق دهون الجسم ويشد العضلات.

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

إل جي إلكترونيكس تطلق تلفاز UD 3D

جاء تلفاز UD 3D من إل جي إلكترونيكس استجابةً منها لرغبات المستهلكين المتنامية بالحصول على أجهزة تلفاز أفضل من حيث الحجم والوضوح وبمواصفات ووظائف معززة أكثر. ويقدم تلفاز إل جي UD 3D تجربة مشاهدة وترفيه منزلي غير مسبوقة إلى جانب توفيره لقدر كبير من الراحة والسهولة العالية في الاستخدام والتفاعل، وذلك بفضل تقنيات إل جي إلكترونيكس المتخصصة في مجال العرض ثلاثي الأبعاد والمدمجة مع وظائف متطورة لأجهزة التلفاز الذكية وتقنيات الوضوح الفائق، وتم تصميم تلفاز إل جي UD 3D بقياس 84 بوصة، ما يجعل منه التلفاز الأول من نوعه على مستوى العالم، موفراً للمستخدمين أفضل تجربة ممكنة لمشاهدة الأفلام الثلاثية الأبعاد خارج دور السينما. ويتمتع تلفاز UD 3D من إل جي بجودة فائقة للصور التيتبلغ دقتها 8 مليون بيكسل، أي ما يعادل أربعة أضعاف الوضوح الذي تتمتع به أفضلشاشات التلفاز عالية الوضوح Full HD الحالية، والتي تصل دقتها إلى 3840×2160 بيكسل، وذلك نظراً لتصميم هذا التلفاز بالاعتماد على تقنية المحرك المتطور الثلاثي XD من إل جي، والتي تقوم بتعزيز وضوح وحدة الصورة، والتحكم بألوان الأبعاد الثلاثية، والتباين الديناميكي، هذا إلى جانب إتاحتها لإمكانية التقاط الصور من مصادر خارجية كالأقراص الصلبة والمواقع الإلكترونية وعرضها بجودة عالية، ويتيح التلفاز الجديد من إل جي للمستخدمين فرصة تحسين تجربة المشاهدة من خلال التحكم بالمؤثرات ثلاثية الأبعاد، وذلك عبر وظيفة التحكم بالعمق 3D Depth Control،بالإضافة إلى ذلك يتيح التلفاز خاصية تضخيم الصوت 3D Sound Zooming والتي تقوم بتحليل الأصوات وإنتاجها بطريقة تحاكي حركة ومواقع الأجسام على الشاشة.

جهاز يقرأ العقل ويكشف أدقّ المعلومات التي يخزّنها

توصل فريق من الباحثين من جامعات أوكسفورد وكاليفورنيا وجنيف إلى اكتشاف طريقة لاستخلاص معلومات حساسة من عقل الإنسان مثل التفاصيل المصرفية الخاصة وكلمات سر المحمول، وذلك من خلال قراءة العقل عبر الموجات الدماغية.واستخدم الباحثون الفكرة التي كشف عنها الباحث إيفان مارتينوفيتش من جامعة أوكسفورد خلال الندوة الأمنية لاتحاد الحوسبة التقنية المتقدمة، بواسطة استخدامهم أحد أجهزة التحكم بالألعاب موجود في الأسواق يباع مقابل 190 جنيهاً إسترلينياً.وباشر الباحثون في اختبار العينات عن طريق الجهاز “آي موتف برين” الذي يسمح لمستخدميه التفاعل مع أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، عن طريق استشعار الإشارات الكهربائية في الدماغ وتفسيرها كأوامر لجهاز الكمبيوتر، ويتم الاختبار عن طريق جلوس الشخص أمام شاشة الكمبيوتر فيظهر له العديد من المعلومات المصرفية وصور أشخاص وأكواد، الأمر الذي يستجيب معه الشخص عندما يرى شيئاً له علاقة به، إذ يتم بعد ذلك اتباع الإشارات الصادرة من المخ وتحديداً إشارة تعرف باسم P300، على أن يستجيب الدماغ للمؤثرات الخارجية بشكل طبيعي.وتزعم الشركة المصنعة أن الجهاز بإمكانه استخدام الإشارة P300 في الكشف عن وجود أو عدم وجود معلومات متعلقة بموضوع ما في الذاكرة، ما يعني أن الجهاز من الممكن استخدامه في الاستجواب للكشف عن المعلومات الجنائية التي قد يخفيها المتهمون، وذلك في الوقت الذي يخشى فيه مارتينوفيتش أن يشكل هذا العمل تهديداً على الخصوصية، ورأى الفريق أن الشخص يركز تركيزاً مباشراً على الصور، والأرقام، الأكثر أهمية بالنسبة له على المواضيع والعكس في الصور الأخرى التي ليست لها أهمية، ووجد الفريق أيضاً أن الشخص بإمكانه التعرف إلى منزله بنسبة 60% من الوقت، وأنه يمكنهم التعرف إلى الرقم الأول من كلمة السر بنسبة 40%.

صحيفة «يهودية» فرنسية تفجر قنبلة تكشف حقيقة موقع «الفيس بوك»


مخابرات الانترنت

أقل من أربعة أشهر من كشف صحيفة «الحقيقة الدولية» لخفايا موقع «الفيس بوك» والجهات الصهيونية التي تقف وراءه، نشرت صحيفة فرنسية ملفا واسعا عن هذا الموقع مؤكدة بأنه موقع استخباراتي صهيوني مهمته تجنيد العملاء والجواسيس لصالح الكيان الصهيوني. في الوقت الذي اعلن فيه عن مشاركة فاعلة لادارة الـ «فيس بوك» في احتفالات الكيان الصهيوني بمناسبة اغتصاب فلسطين. وتضمن الملف الذي نشرته مجلة «لوما غازين ديسراييل» معلومات عن أحدث طرق للجاسوسية تقوم بها كل من المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية عن طريق أشخاص عاديين لا يعرفون أنهم يقومون بمثل هذه المهمة الخطيرة. إن هؤلاء يعتقدون بأنهم يقتلون الوقت أمام صفحات الدردشة الفورية واللغو في أمور قد تبدو غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا ولا قيمة لها. 


ونقل تقرير مجلة إسرائيل اليهودية التي تصدر في فرنسا الكثير من المعلومات السرية والهامة عن موقع الفيس بوك بعد تمكن المجلة من جمعها عبر مصادر إسرائيلية وصفتها المجلة بـ “الموثوقة”. 

وافزع الكشف عن هذه المعلومات حكومة كيان العدو ودوائره الدبلوماسية، حتى أن السفير الإسرائيلي في باريس أتهم المجلة اليهودية بأنها «كشفت أسراراً لا يحق لها كشفها للعدو”. 

إلا أن الموضوع لم ينته عند هذا الحد، بل بدأ الجميع في البحث عن وجود جهاز مخابراتي اسمه «مخابرات الانترنت”. 

ويطرح تقرير المجلة اليهودية المزيد من الشكوك حول استفادة الكيان الصهيوني من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالمين العربي والإسلامي وتحليلها وتكوين صورة إستخباراتية عن الشباب العربي والمسلم. 

والخطير في الأمر هو أن الشباب العربي يجد نفسه مضطراً تحت اسم مستعار دون أن يشعر إلى الإدلاء بتفاصيل مهمة عن حياته وحياة أفراد أسرته ومعلومات عن وظيفته وأصدقائه والمحيطين به وصور شخصية له ومعلومات يومية تشكل قدراً لا بأس به لأي جهة ترغب في معرفة أدق التفاصيل عن عالم الشباب العربي. 

ويقول جيرالد نيرو الأستاذ في كلية علم النفس بجامعة بروفانس الفرنسية، وصاحب كتاب (مخاطر الانترنت): إن هذه الشبكة تم الكشف عنها، بالتحديد في مايو2001 وهي عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي إضافة إلى أمريكا الجنوبية. ويضيف: ربما يعتقد بعض مستخدمي الانترنت أن الكلام مع الجنس اللطيف مثلا، يعتبر ضمانة يبعد صاحبها أو يبعد الجنس اللطيف نفسه عن الشبهة السياسية، بينما الحقيقة أن هكذا حوار هو وسيلة خطيرة لسبر الأغوار النفسية، وبالتالي كشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها في الحوارات العادية الأخرى، لهذا يسهل “تجنيد” العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة جدا، بحيث تعتبر السبيل الأسهل للإيقاع بالشخص ودمجه في عالم يسعى رجل المخابرات إلى جعله “عالم العميل”. 

وبدأ موقع “الفيس بوك” الذي ينضم إليه أكثر من مليون عضو شهريا، في طرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علنا على محركات البحث على الانترنت مثل “غوغل” و “ياهو”، بهدف الدخول المبكر في السباق لبناء دليل إلكتروني عالمي يحتوي على أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل الشخصية مثل السير الذاتية وأرقام الهواتف وغيرها من سبل الاتصال بالشخص، وهوايات الأعضاء وحتى معلومات عن أصدقائهم، وينضم حاليا نحو 200 ألف شخص يوميا إلى “الفيس بوك” الذي أصبح يستخدمه 42 مليون شخص، طبقا للموقع ذاته. 



العدو الخفي 



وتتوافق المعلومات التي نشرتها الصحيفة اليهودية الصادرة في فرنسا مع المعلومات التي كانت صحيفة «الحقيقة الدولية» نشرتها في عددها (111) الصادر بتاريخ 9 نيسان 2008. 

وأكد تقرير «الحقيقة الدولية» الذي كان تحت عنوان «العدو الخفي» أن الثورة المعلوماتية التي جعلت من عالمنا الواسع قرية صغيرة رافقتها ثورات أخرى جعلت من تلك القرية محكومة من قبل قوة غير مركزية أقرب ما تكون إلى الهلامية، تؤثر بالواقع ولا تتأثر به. 

وأضاف تقرير الصحيفة أن «الانترنت التفاعلي» شكل بعد انتشاره عالميا واحدا من أهم أذرع تلك القوة اللامركزية التي بدأت بتغيير العالم بعد أن خلقت متنفسا للشباب للتعبير من خلاله عن مشكلات الفراغ والتغييب والخضوع والتهميش، والتمدد أفقيا وبصورة مذهلة في نشر تلك الأفكار والتفاعل معها عربيا ودوليا. 

كما أن اللجوء إلى تلك القوة بات من المبررات المنطقية لإحداث التغيير الذي يلامس الواقع الشعبي وربما السياسي، كما حصل في مصر بعد دعوات للعصيان المدني نشرت على موقع «الفيس بوك» ومحاولات الشاذين جنسيا في الأردن لتنظيم أنفسهم من جديد من خلال اجتماعات تجرى على ذات الموقع بعناوين واضحة وأفكار معلنة. 

والمثير في هذه المتسلسلة العنكبوتية أن المتلقي العربي الذي ما تعود على مثل هذه التحركات التغييرية، انساق وراء الدعوات التي أطلقتها جهات لا تزال مجهولة لإعلان «العصيان المدني» في مصر يوم السادس من نيسان، وحدث الإضراب من دون قوة مركزية تديره وتشرف عليه وتتبنى أفكاره وسياقاته التغييرية في داخل المجتمع. 



أدوات تحكم جديدة 



وتحولت أدوات الاحتلال والتغيير التي كانت تملكها القوى العظمى من تلك التي عرفها العالم طوال السنوات الماضية إلى أدوات جديدة تجعل من تلك القنوات التفاعلية على الشبكة العنكبوتية وسيلة مؤثرة تتحكم بها في الوصول إلى التغييرات المطلوبة، وبات الأمر لا يحتاج إلا إلى أفكار ودعوات تنشر عبر موقع مثل «الفيس بوك» تديره الأجهزة الأمنية الأمريكية والصهيونية. 

كما أن هناك شعورا جمعيا عربيا باستفادة الكيان الصهيوني من الكم الهائل من المعلومات المتاحة عن المشتركين من العالمين العربي والإسلامي التي توجد في موقع «الفيس بوك» وتحليلها وتكوين صورة استخباراتية عن الشباب العربي والمسلم يستطيع من خلالها تحريك الشارع العربي. 

ولا تخفى تجربة الكيان الصهيوني في الاستفادة من التكنولوجيا المعلوماتية على أحد، فأجهزتها الأمنية والمخابراتية صاحبة باع طويل في هذا المجال وثرية بطريقة تجعلها قادرة على جمع ما تريد من معلومات في أي وقت عن الشباب العربي الذي يشكل النسبة الأكبر ويعد الطاقة في أي مواجهة مستقبلية. 

ونتيجة لذلك، بات الشباب العربي والإسلامي “جواسيس” دون أن يعلموا ويقدمون معلومات مهمة للمخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية دون أن يعرفوا لاسيما وان الأمر أصبح سهلا حيث لا يتطلب الأمر من أي شخص سوى الدخول إلى الانترنت وخاصة غرف الدردشة، والتحدث بالساعات مع أي شخص لا يعرفه في أي موضوع حتى في الجنس معتقدا أنه يفرغ شيئا من الكبت الموجود لديه ويضيع وقته ويتسلى، ولكن الذي لا يعرفه أن هناك من ينتظر لتحليل كل كلمة يكتبها أو يتحدث بها لتحليلها واستخراج المعلومات المطلوبة منها دون أن يشعر هذا الشخص أنه أصبح جاسوسا وعميلا للمخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية. 

ويشار إلى أن هناك العديد من الجهات في كيان العدو الصهيوني التي تقوم برصد ومتابعة ما يحدث في العالم العربي. 

وفي الماضي استطاعت من خلال تحليل صفحة الوفيات بالصحف المصرية خلال حروب (56 و 67 و 73) جمع بيانات حول العسكريين المصريين ووحداتهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وهو ما أدى إلى حظر نشر الوفيات الخاصة بالعسكريين في فترة الحروب إلا بعد الموافقة العسكرية. 

وكانت مصادر إسرائيلية أشارت بأن تحليل مواد الصحف المصرية ساهم في تحديد موعد بدء حرب 1967 عندما نشرت الصحف تحقيقا صحافيا ورد فيه أن الجيش يعد لإفطار جماعي يحضره ضباط من مختلف الرتب في التاسعة صباح يوم 5 يونيو1967. 

الملفت في العدو الجديد، أو الشبح العنكبوتي المعروف الأهداف والذي يتنامى تأثيره في ظل المخطط المسيحي المتصهين الذي يشرف عليه قادة البيت الأبيض في واشنطن ويهدف إلى تحقيق النبوءة التوراتية المزيفة بإقامة الدولة اليهودية الخالصة من خلال تفجير “الفوضى الخلاقة” في المنطقة العربية وصدام الحضارات بين الشرق والغرب بتصعيد الحملات المسيئة إلى الإسلام ورموزه، انه تمكن من دارسة واقع الشباب العربي والإسلامي من خلال دخولهم اليومي على شبكة الانترنت، ورصد التناقضات التي يعتقد انه سيتمكن من خلالها تفجير الخلافات والصراعات الداخلية في الدولة الواحدة وتفتيت المنطقة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وإضعافها وصولا إلى المبتغى “المشبوه”.