الأحد، 29 يوليو 2012

مظاهر صيام المسلمين فى إسرائيل: عطلات رسمية فى معظم أيام الشهر الكريم.. ولا زيارات فى النهار لارتفاع درجات الحرارة.. وتجمع العائلات المسلمة على أطباق "ورق العنب" و"الخراف المحشوة بالأرز واللوز"




رصدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، خلال تقرير مفصل لها عن صيام المسلمين من عرب 48 داخل إسرائيل، ابتداء من الساعات الأولى لنهار رمضان حتى الليل، ونوعية وجبات الإفطار، موضحة كيف يتعامل المسلمون فى إسرائيل مع حرارة الشمس المرتفعة.
وأشارت يديعوت إلى أن المسلمين فى إسرائيل وكافة أنحاء العالم الإسلامى احتفلوا يوم الجمعة الماضى بافتتاح شهر رمضان، حيث الصيام منذ الصباح الباكر وحتى صلاة المغرب لمدة شهر كامل، مشيرة إلى أن المسلمين يقضون أيام الشهر الكريم لتنقية الروح من السيئات ويتجمعون على مائدة الإفطار يومياً، موضحة أن أكثر ما يرهق الصائمين خلال هذا الشهر هو الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة خلال فصل الصيف الحالى.

ونقلت يديعوت عن مواطنة تدعى تيسير قاسم من مدينة "أم الفحم" قولها، إنه لا يمكننا القيام بزيارات أو تنقلات تحت هذه الشمس الحارقة، بينما قال عمر صرصور، من سكان إحدى القرى العربية للصحيفة عن الاستعدادات لشهر رمضان، "هذا العام ارتفع فى شهر رمضان الحرارة بصورة كبيرة.. وصحيح أن هذا الأمر صعب علينا لكننا سعداء بقدوم هذا الشهر الكريم، ونحن نقضى معظم أيام رمضان المبارك فى إجازات".

وفى السياق نفسه، قال تيسير حامد، من سكان قرية أم القيوين، "إنه يعمل على الطرق، وخلال شهر رمضان المبارك يفضل عدم العمل طوال هذا الشهر"، مضيفا "لا يمكن أن تعمل تحت الشمس طوال شهر رمضان، لا يمكنك المشى فى الصباح وبعد الظهر، ونحن نصلى فى معظم الوقت، وفى الليل نذهب لزيارة العائلة والأقارب والبقاء معهم حتى وقت متأخر".


وقالت يديعوت، إنه خلال هذا الشهر الكريم تكون المحلات مشغولة جداً ومزدحمة للغاية، حيث يأتى المسلمون لتلبية احتياجاتهم والانتظار فى صفوف طويلة فى محلات "السوبر ماركت". مضيفة أنه خلال هذا الأسبوع يقوم المسلمون عادة فى إسرائيل بشراء اللحوم والخضر والفاكهة والتمور التى تعتبر أهم رمز لهذا الشهر الكريم، مشيرة إلى أن النبى محمد، "صلى الله عليه وسلم"، كان يبدأ شهر رمضان بوليمة بسيطة عبارة عن تناول التمر ورشفة من الماء.

وقالت الصحيفة العبرية، إنه يمكن رؤية شهر رمضان فى العديد من الشوارع وأكشاك بيع الفلافل والحمص والسلطات والمخللات والحلويات الخاصة بهذا الشهر مثل "القطائف" المحشوة بالجبن أو الجوز مع الماء المحلى بالسكر، مضيفة أنه فى كل مساء تتجمع العائلات المسلمة فى منازلهم التى تزيينها الأضواء الملونة ويتناولون وجبات الطعام المتنوعة من أطباق مختلفة وشهية مثل "ورق العنب" المحشو أو لحم الخراف المحشو بالأرز واللوز والصنوبر والجوز.

ونقلت يديعوت عن أمير عاصى محاضر ومستشار للشئون العربية فى الكلية الأكاديمية بحيفا قوله، "إن رمضان 2012 بدأ فى فصل الصيف وسيستمر حتى 20 أغسطس، مضيفا، "فى الأيام الأولى ستكون الأكثر صعوبة حتى نعتاد سريعا على الوقت الطويل للصيام التى تصل إلى 15 ساعة من شروق الشمس إلى غروبها، وسط ارتفاع الحرارة".

وقالت يديعوت، إن غير المسلمين يهنئون جيرانهم المسلمين فى إسرائيل بكلمة "طوفا رمضان" أى بالعربية "رمضان كريم"، وهى تحية عرفية متداولة فى هذا الشهر، مشيرة إلى أن صيام رمضان يعد إلزامياً لجميع المسلمين فوق العشر سنوات، ويعفى منه الأطفال والمرضى المصابون بأمراض مزمنة والمسافرون لمسافات طويلة والمرأة الحائض أو المرأة التى تجلب لها ارتفاع درجات الحرارة لحالات إغماء، ولكن يتعين عليهم مساعدة المحتاجين بمساهمات خيرية.



وزعمت الصحيفة العبرية، أن شهر رمضان مماثل فى كثير من العادات لـ"يوم الغفران" عند اليهود، لأن الهدف منهما هو العودة إلى الدين والتعبير عن الندم والتكفير عن الخطايا والتعاطف مع الفقراء ولتنقية العقل والتقرب إلى الله.

وأشارت يديعوت، خلال تقريرها، إلى أن "ليلة القدر" تعد من أشهر الليالى الأكثر أهمية فى هذا الشهر، حيث نزل فيها الملاك جبرائيل على النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، وتلا عليه آيات من القرآن الكريم فى هذه الليلة التى وقعت ما بين يومى 21 و30 رمضان.

وقالت الصحيفة العبرية، إن رمضان هو شهر النشاطات المتزايدة للجمعيات الخيرية التى تقدم مساعدات مالية للأسر المحتاجة الذين لا يملكون المال لشراء الطعام لأطفالهم.

وزعمت الصحيفة العبرية أن صندوق الصداقة برئاسة الحاخام يحيئيل اكشتاين قد منح قبل أيام قليلة مساعدات غذائية إلى حوالى 2400 من الأسر المحتاجة فى القطاع العربى بداية شهر رمضان، وأنه قد بلغ مجموع التبرعات لحوالى 800 ألف شيكل.


0 التعليقات:

إرسال تعليق