السبت، 21 يوليو 2012

عزومة دليفري






أول يوم في رمضان هو اليوم العالمي للعزومات، من النادر أن تجد أسرة إلا وكانت "عازمة أو معزومة"، يوم يستلزم "ثروة" صغيرة وتحضيرات ليومين أو ثلاثة على الأقل، فما بالكم بالنسبة لزوجة جديدة مثلي عرفت طريق المطبخ منذ 6 أشهر فقط هي عمر زواجها فالأمر أشبه بفيلم "مهمة مستحيلة" لتوم كروز

كنت أظن أني سأتجنب هذا المصير باعتبار أننا سنجتمع على مائدة والدي أو والد زوجي، ولكن زوجي العزيز اقترح أن نجمع العائلتين على مائدتنا نحن، وهنا كان علي الاستعانة بخبير خبراء الشرق الأوسط وقطب المطبخ العالمي ومنقذي من أي مأزق، وهكذا طلبت الرقم على هاتفي ورد علي الصوت الحنون "آلووو" عندها صرخت: "عااااااااا الحقيني يا ماماااااااا عندي عزومة"!.

تطلب الأمر من أمي تفكير عميق لمدة يوم كامل، ثم جاءت في اليوم التالي لتزورني وقالت بمجرد فتح الباب: "مهمتنا صعبة، العزومة لابد أن تكون متقنة، لا أريد ترك الفرصة لحماتك لتشمت فيك وتقول إنك خايبة ومبتعرفيش تطبخي"، قاطعتها محتجة وقلت لها بأني اعرف كيف اطبخ ولكن مشكلتي الوحيدة أني أفقد السيطرة عند طبخ كميات كبيرة من الطعام، زجرتني أمي وبدأت تشرح تفاصيل العزومة كجنرال بارع يدير معركة.

اشتريت جميع الخضراوات واللحوم وذهبت بها إلى أمي واتفقنا أن تبدأ الطبخ قبلها بيوم واحد فقط "محترفة بقى". كل هذا وزوجي لا يعرف أني تلقيت "معونات خارجية" ولذا كان يسألني كل يوم إذا كنت متأكدة أني سأعد الأصناف العشر التي وعدت بتحضيرهم، وكنت أرد بابتسامة واثقة "طبعااااااااااااااا".

وكعادة حظي العاثر، جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، اتصلت ليلة المتمم من شعبان لأطمئن على سير العملية لتفاجئني أمي بأن خالتي مرضت فجأة ولابد من سفرها إليها!

بعد وصلة محترمة من الندب توصلت لفكرة عبقرية جهنمية لولبية: "الدليفري".

اتصلت بأحد المطاعم المشهورة التي تقدم الأكل الشرقي وطلبت منهم قائمة كاملة بكل الأصناف التي كنت — أقصد كانت أمي - ستعدها، وشرعت أنا بإعداد الكنافة والقطايف وأم علي، ثم أقنعت زوجي بالذهاب لإحضار والده ووالدته بنفسه حتى لا يرى خيبتي الثقيلة.

حضر الضيوف وسلمت على حماتي بنظراتها المتشككة التي يسهل ترجمتها إلى "نشوف عملتي ايه"، وبدأت بإعداد المائدة وأنا مرتعبة أن يشك أحدهم في أمر الطعام، لكن ما أن ضرب مدفع الإفطار زالت كل مخاوفي عندما رأيت نظرات الاعجاب في عيون الجميع وخيبة الأمل في أعين حماتي، عندها فقط أشرق وجهي بالسعادة بنجاح خطتي السرية.

لكن ارجوكم لا تخبروا زوجي، واعدكم أن أطبخ جميع الأصناف بنفسي..العام القادم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق