الخميس، 26 يوليو 2012

مفاجأة .. الأتراك لا يشاهدون مسلسلاتهم الدرامية






لى الرغم من ضخامة انتاج المسلسلات التركية كما وكيفا، ينصرف غالبية الأتراك في شهر رمضان عن مشاهدتها في رمضان رغم ولع العالم العربي بالإنتاج التركي.

وتعرض قنوات التلفزيون التركية ما يقرب من 150 مسلسلا دراميا في وقت واحد خلال رمضان أو في شهور السنة الأخرى بحسب  فاطمة أحمد فى قسم الشؤون الخارجية برئاسة الشئون الدينية التابعة لمجلس الوزراء التركي.

وتتباين الأسباب التى تجعل الأتراك يعرضون عن مشاهدة مسلسلاتهم بدءا بالسن ومرورا بطبيعة العمل ونهاية بالقصة الدرامية، إذ قالت سوناي باتور وهي باحثة فى مركز الدراسات السياسية والاقتصادية التركي "سيتا" إن معظم هذه المسلسلات تكون مخالفة للتعاليم الدينية التي يلتزم بها الشعب التركي، مشيرة على سبيل المثال إلى مسلسل "ويبقي الحب"

 الذى جسد بطولته "خالد ارغنش" بطل مسلسل "حريم السلطان" أيضا بالاشتراك مع الممثلة الحسناء بيرغوزار كوريل والتى كانت تؤدي دور "شهرزاد"  ووافقت على عرض صاحب الشركة التى تعمل لديها مهندسة إنشاءات "أنور أقصال" بقضاء ليلة وحدهما مقابل إعطاءها المال اللازم لعلاج طفلها "كنان" المصاب بسرطان الدم.

وأكدت باتور التى درست العلاقات الدولية فى إحدي الجامعات السويدية، أن مسلسل "العشق الممنوع" هو الاشهر لديهم حتي الآن، نظرا لمتابعته الكبيرة من قبل المراهقين والمعجبين بممثلي المسلسل.

شاهد مقطع من مسلسل "العشق الممنوع"


التعاليم الدينية

أما فاطمة أحمد التي تعمل فى قسم الشؤون الخارجية برئاسة الشئون الدينية التابعة لمجلس الوزراء التركي، قالت إن نحو 150 مسلسلا يتم عرضهم على القنوات التركية المختلفة، مضيفة: "هذا الكم الكبير من المسلسلات يجعل من الصعب متابعتها كلها، كما أن هذه المسلسلات لا تحاكي الواقع والحقيقة، فأغلبنا لا يعيش في قصور وجو من الرفاهية كما تصور المسلسلات، والمستوي المعيشي المعتاد لدينا هي شقة تحوي ثلاث حجرات".

واختلفت فاطمة مع رأي باتور من حيث مخالفة المسلسلات التركية للتعاليم الدينية، إذ تري فاطمة أن هذه المسلسلات لا تبتعد كثيرا عن العادات والتقاليد التركية، وإنما متابعتها تتطلب وقتا إضافيا كبيرا الأمر الذى يترتب عليه الانشغال بأمور ليست رئيسية.

غزو ثقافي

ولا تعكس الدراما التركية التجانس الملفت للنظر والموجود فى المجتمع التركي ما بين نساء وفتيات محجبات يرتدين الزي الإسلامي المحافظ وأخريات يتبعن النمط الغربي، فالمسلسلات التركية لم تهتم كثيرا بعرض الخلفيات الثقافية والعرقية المختلفة الموجودة فى المجتمع، فلا يوجد مسلسل عن الأكراد مثلا أوالشيعة العلويين في تركيا، وعددهم 5 مليون، وفقا لإحصائيات تركية.

 ويفسر إبراهيم كالين، مستشار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأمر، بقوله إن المسلسلات التركية ليست نوعا من أنواعا الغزو الثقافي للعرب بقدر ما إنها تجارة، مضيفا: "أذهب إلى بعض الدول العربية فيسألونني الناس عن الممثل (فلان) وأنا لا أعرفه ولكن يتضح لي فى النهاية أن هذا الممثل أشهر مننا نحن السياسيون فى هذه الدول".

ولا يداوم الأتراك على متابعة مسلسلاتهم ليس فقط لاعتبارها نوعا من أنواع التجارة الخارجية فيصدرونها على حد قول مستشار رئيس الوزراء التركي الذى تابع بأسلوب ساخر: "من يصدق أن صربيا تحب مثل هذه النوعية من المسلسلات التركية، ولكن ربما يرجع ذلك إلى أن القصص الدرامية تكون شيقة ؟!"، مؤكدا أن تركيا ليست كما تظهر فى المسلسلات وفقط، "ولذا لابد من زيارتها من فترة لأخري لمعرفة الجوانب الأخري لها".

وتعرض بعض المسلسلات التركية على الشاشات التلفزيونية العربية فى شهر رمضان المبارك وذلك بالتزامن مع عرضها على الشاشات التركية، ومن أبرز هذه المسلسلات مسلسل "كل أولادي"، و"أرض العثمانين" و "المطاردة" والجزء الثاني من مسلسل "حريم السلطان"، و"جنان"، و"ياقوت" فيما ستعرض الباقة الأخري بعد شهر رمضان نظرا لازدحام القنوات بالمسلسلات العربية المصرية والخليجية.

واللافت للانتباه أن شغف العرب بالمسلسلات التركية انقلب إلى العكس في بعض الأحيان مثلما حدث مع دبلجة مسلسل "سقوط الخلافة" العربي للجمهور التركى وعرضه فى تركيا وطبعه على اقراص "دي في دي" وتوزيعه فى سبتمبر المقبل.


0 التعليقات:

إرسال تعليق