تشير دراسة حديثة إلى مدى التأثير الذي يتركه المراهقون من الأبناء على أشقائهم الأصغر سنا،مؤكدة أنه تأثير يتحكم في الجوانب العاطفية في أنفسهم والاجتماعية في تعاملاتهم عند الكبر.
تبدأ عملية التأثر بالتقليد واستخدام الأساليب نفسها في التحدث والتعامل مع المحيطين،ثم تتطور إلى اتباع طرق اختيار الملابس والأصدقاء،وقد يحدث بين المراهق وشقيقه الأصغر ارتباط وثيق بحيث لا يقوى الطرف الأضعف على التصرف أو التفاعل مع البيئة المحيطة دون مشاورة شقيقه الأقوى والأكثر خبرة بالحياة.
قد ينشأ الطفل في تلك الحالة مسلوب الإرادة وغير قادر على اتخاذ قرار حاسم في حياته دون الرجوع إلى من هم أكبر منه،وقد يفقد القدرة على الاستقلال بحياته والاستغناء عن الآخرين في تصريف أموره عند الكبر،ما قد يوقعه في أزمة إذا ما تخلى عنه المحيطون لشتى الأسباب.
من هنا يأتي تأكيد الدراسة على ضرورة منح علاقة المراهقين من الأبناء بأشقائهم الأصغر سنا أهمية لا تقل عن الأهمية الممنوحة لعلاقة الصغار بالآباء ومدى تأثيرهم على سلوكياتهم في المستقبل.
قد يتضاءل دور الأبوين في إرشاد الصغار من الأبناء إما بسبب التقدم في العمر أو فقدان الصبر والقدرة على التحمل لما تكبداه في تربية الأشقاء الأكبر،ما يدفعهم عادة لإسناد مهمة معاونة الأشقاء الصغار للأبناء الأكبر سنا. بالطبع يستطيع الأخ المراهق فهم متطلبات شقيقه الأصغر وإدراك نوعية احتياجاته فهو أقرب له في العمر ومر بنفس التجارب منذ زمن قريب ويستطيع فهم أبعاد مشكلاته أكثر من الأبوين،خاصة إذا ما كان الأمر يتعلق بالمجتمع المدرسي وعلاقاته بالزملاء والمعلمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق