ضياء الكحلوت-غزة
لم يكتف قطاع غزة باستنكار الهجوم الذي تعرض له مركز أمني مصري في سيناء وأودى بحياة 16 مجنداً مصرياً، بل إن ما يشهده القطاع يمكن تسميته بحالة تعاطف غير مسبوقة، إضافة إلى حالة أخرى تظهر خوفا من القادم المجهول.
فغزة التي كانت أول من اتُهمت بالمسؤولية عن الهجوم من قبل بعض وسائل الإعلام المصرية، حاولت الدفاع عن نفسها وأبدت الحكومة المقالة استعدادها التام والكامل للتعاون مع مصر لكشف الجناة وتتبعهم.
إعلامياً وشعبياً وسياسياً كانت غزة حاضرة مع المصاب المصري، لكن الخوف تسلل إلى قلوب الغزيين من أن يكون من قام بهذه العملية يستهدف حرمانهم من التسهيلات التي وعد بها الرئيس المصري محمد مرسي، وكذلك من العلاقة التي يريدها الطرفان.
تفاعل إلكتروني
وسارع شباب فلسطيني على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' و'تويتر' إلى إبراز الحب الغزي لمصر، وبدّل العشرات صورهم الشخصية على تلك المواقع بصورة لجندي مصري يحمل علم بلاده ومكتوب أسفلها 'بنحبك يا مصر'، وانتشرت تصاميم أخرى تظهر براءة الفلسطينيين من الهجوم.
وجاءت الحملة الإلكترونية العفوية من الفلسطينيين كرد مباشر على صفحات مجهولة اتهمت الغزيين بالمسؤولية عن الهجوم، ودعت مصر إلى التحرك فوراً لتشديد الحصار المطبق على القطاع وإغلاق الأنفاق.
من جانبه قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل إن الهجوم في شكله بعيد عن الأخلاق والقيم الإنسانية، وهو جريمة تتعدى كل القيم، وإن مرتكبه لا يمكن أن يكون صاحب أخلاق وقيم.
وأضاف البردويل في حديث للجزيرة نت أن المؤشرات السابقة تدل على من يعمل بهذه الطريقة الخالية من القيم وهي إسرائيل، مشدداً أن لا أحد يفكر بالطريقة الإجرامية التي ارتكبت فيها المجزرة إلا 'الكيان الصهيوني'.
مصلحة إسرائيلية
وأوضح أن الهجوم يرتبط بشكل كامل بالمصلحة الإسرائيلية في نقطتي ضرب النظام المصري الجديد وضرب غزة، معرباً عن أسفه لوجود بعض الإعلام المصري الذي حرض سابقاً وحرض بالأمس على قطاع غزة.
وأشار البردويل إلى أن مؤشرات اتهام إسرائيل بالعملية واضحة، ومن ضمنها التحذيرات الأمنية من قبل الكيان على مدار الأيام الماضية بشأن الوضع في سيناء، وهو ما لا يفسر إلا بمعرفة إسرائيل بما سيجري.
ولفت إلى أن إسرائيل ترغب وتعمل على إبقاء سيناء خالية من الأمن تماماً لتبقى مسرحاً لألاعيبها، مشدداً على أن غزة أبدت وأكدت استعدادها التام لملاحقة المجرمين ومعاقبة كل من له يد في الجريمة.
وعن المخاوف التي تعتري الغزيين عقب ما جرى، شدد البردويل على أن 'القيادة المصرية الجديدة أكثر وعياً وفهماً لطبيعة المستفيدين من الهجوم'، مستبعداً أن تقدم مصر على معاقبة قطاع غزة على جريمة لم يرتكبها الغزيون.
من جانبه قال المحلل السياسي ورئيس قسم الإعلام بجامعة الأمة عدنان أبو عامر إن الهجوم بملابساته العملياتية والتعقيدات الميدانية لم يقع بين يوم وليلة، وإنما أعد له منذ فترة لا تقل عن عدة أشهر.
تبعات متوقعة
ونبه أبو عامر في حديث للجزيرة نت إلى أن تبعات الهجوم لن تكون مصرية بحتة، متوقعاً أن تصل التبعات إلى تغيير في أداء النظام المصري وتغيرات في طريقة تعاطيه مع الأوضاع الداخلية.
وأوضح أن تعاطي غزة شعباً وحكومة وفصائل مع الهجوم كان دفاعاً عن النفس بشكل مسبق، في ظل حالة التجييش الواضحة ضد القطاع والفلسطينيين التي يمارسها 'فلول من إعلام النظام السابق'.
وشدد أبو عامر على أن قطاع غزة يخشى أن يكون أول من يدفع ثمن الهجوم على معسكر الأمن المصري، من التسهيلات التي وعد بها الرئيس مرسي ومن التطلعات التي يأمل الغزيون أن يكون لمصر دور فيها لجهة كسر الحصار.
0 التعليقات:
إرسال تعليق