ليبيا تستعد لأول انتخابات ديمقراطية منذ قرابة نصف قرن
يتوجه الليبيون اليوم السبت إلى صناديق الاقتراع لبدء أول انتخابات ديمقراطية لهم منذ قرابة نصف قرن، بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وذلك لاختيار 200 عضو في المؤتمر الوطني العام، وسط انقسامات مازالت تعاني منها البلاد بالترافق مع ضعف القبضة الأمنية، إذ جرى الإبلاغ عن مهاجمة مروحية كانت تنقل صناديق الاقتراع. وأعلن الناطق الرسمى باسم المجلس الوطني الانتقالي، صالح درهوب، أن طائرة مروحية تابعة للمفوضية العليا للانتخابات قد تعرضت ظهر امس الجمعة لإطلاق النار من مضادات أرضية وهي تطير فوق مطار بنينة.
وأوضح الناطق أن الطائرة المروحية "كانت في مهمة لنقل مستلزمات الانتخابات لكل ضواحي مدينة بنغازي مهد الثورة مما تسبب في إحداث عطل بها نجم عنه وفاة أحد موظفي المفوضية العليا للانتخابات ونجح طاقم الطائرة بصعوبة في إنزال الطائرة إلى الأرض". وتعهد الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي "بملاحقة مرتكبي هذه الأعمال"، التي رأى أنها "لا تعبر إلا عن نوايا مرتكبيها وتخدم أهداف أعداء هذه الثورة وأعداء ليبيا الحرة الذين ينفذون أجندات مغرضة ولا يريدون أن تبنى الدولة الليبية"، وفقاً لوكالة الأنباء الليبية.
من جانبه، قال ناطق باسم وزارة الداخلية لـ"سي.ان.ان" إن الطائرة استهدفت بصاروخ مضاد للطائرات. سياسيا، وجه رئيس الحكومة الانتقالية، عبد الرحيم الكيب، كلمة إلى الشعب قال فيها إن الليبيين "لا يزالون يثبتون كل يوم أنهم قادرون على تخطي الصعاب وتجاوز كل العقبات".
وأشاد الكيب بالعرض الذي قدمته بعض المناطق في غربي البلاد بالتنازل عن مقاعدها لصالح مدن المناطق الشرقية التي اعترضت على حصتها في المجلس فقال: "إنهم الليبيون الذين رغم التحديات فإنهم يبدعون في اتخاذ المواقف الوطنية البطولية على المستوى السياسي اليوم عندما يتنازلون بعضهم لبعض حتى عن حق التمثيل في مؤتمرهم الوطني الجامع إيثارا ورأبا لأي اختلاف وحرصا على إذكاء روح الوحدة".
وتابع الكيب بالقول: "ها نحن اليوم نستعد لخوض أول انتخابات منذ زمن طويل.. انتخابات دفع الليبيون من أجل الوصول إليها شهداء ودماء وجرحى ومفقودين.. إننا اليوم نواجه معا تحديات من أنواع جديدة تحديات عنوانها العبور من الثورة إلى الدولة، ومن أهدافها بناء مؤسسات هذه الدولة". وأقر الكيب بصعوبة المرحلة الراهنة قائلاً إن ليبيا "افتقدت مكونات ومؤسسات الدولة العصرية الطبيعية طيلة عهد الظلام (حقبة القذافي) فلا دستور للدولة، ولا هياكل طبيعية تصلح من خلالها ما أفسدته أيدي المخربين، ولا مؤسسات منطقية تُعين المخلصين في مهمتهم على البناء، ولذلك فنحن نبدأ المشوار من أوله".
وأضاف: "هاهي فرصتنا الآن لنؤسس الدولة الليبية الحديثة تأسيسا سليما من خلال المؤتمر الوطني العام ننتخبه انتخابا حرا، ولذلك ينبغي علينا تجنب الولوج للخلاف حول التفاصيل واستباق الأحداث قبل تشكيل هذا المؤتمر إلا ما كان نقاشا صحيا وإثراءً للوعي العام استعدادا لبدء النقاش بعد بدء أعمال المؤتمر الوطني مهامه". ويخوض أكثر من 3500 مرشح الانتخابات في مختلف دوائر البلاد، وقد سجّل أكثر من 80 في المائة من بين 3.5 مليون ليبي يحق له التصويت أنفسهم على قوائم الاقتراع، ومعظمهم سيصوتون لأول مرة في حياتهم، إذ أن الانتخابات الأخيرة التي أجرتها البلاد تعود لعام 1964.
وسيكون أمام الهيئات السياسية الليبية الجديدة أن تواجه مجموعة من العراقيل والتحديات، أبرزها إعادة فرض الأمن وحصر السلاح بيد الدولة، بعد انتشاره بين أيادي المجموعات المسلحة التي شاركت بالثورة، إلى جانب إعادة إعمار ما هدمته الحرب وتنشيط الاقتصاد. أما على المستوى السياسية، فسيكون عليها التعامل مع مشاكل عديدة، بينها مطالب بعض التيارات في المناطق الشرقية بإعلان الحكم الذاتي، إلى جانب مناقشة إمكانية التوصل لإطار مصالحة مع القبائل التي كانت ترتبط بالنظام السابق.
وكانت منظمة العفو الدولية، أمنستي، قد حذرت في تقرير لها الأربعاء، القادة الليبيين من تكرار أخطاء معمر القذافي، وإنجاب ديكتاتور جديد للبلاد وخصوصا مع اقتراب موعد إجراء انتخابات المؤتمر الوطني العام والمقرر عقدها السبت المقبل. وأكدت المنظمة في تقريرها على أنه لابد لأعضاء الحكومة الجديدة، والتي ستفرزهم انتخابات السابع من الشهر الجاري، وضع ملف تفعيل القانون والعمل به على قائمة الأولويات، وذلك من أجل ضمان وحماية سير الحياة الديمقراطية في البلاد.
يتوجه الليبيون اليوم السبت إلى صناديق الاقتراع لبدء أول انتخابات ديمقراطية لهم منذ قرابة نصف قرن، بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وذلك لاختيار 200 عضو في المؤتمر الوطني العام، وسط انقسامات مازالت تعاني منها البلاد بالترافق مع ضعف القبضة الأمنية، إذ جرى الإبلاغ عن مهاجمة مروحية كانت تنقل صناديق الاقتراع. وأعلن الناطق الرسمى باسم المجلس الوطني الانتقالي، صالح درهوب، أن طائرة مروحية تابعة للمفوضية العليا للانتخابات قد تعرضت ظهر امس الجمعة لإطلاق النار من مضادات أرضية وهي تطير فوق مطار بنينة.
وأوضح الناطق أن الطائرة المروحية "كانت في مهمة لنقل مستلزمات الانتخابات لكل ضواحي مدينة بنغازي مهد الثورة مما تسبب في إحداث عطل بها نجم عنه وفاة أحد موظفي المفوضية العليا للانتخابات ونجح طاقم الطائرة بصعوبة في إنزال الطائرة إلى الأرض". وتعهد الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي "بملاحقة مرتكبي هذه الأعمال"، التي رأى أنها "لا تعبر إلا عن نوايا مرتكبيها وتخدم أهداف أعداء هذه الثورة وأعداء ليبيا الحرة الذين ينفذون أجندات مغرضة ولا يريدون أن تبنى الدولة الليبية"، وفقاً لوكالة الأنباء الليبية.
من جانبه، قال ناطق باسم وزارة الداخلية لـ"سي.ان.ان" إن الطائرة استهدفت بصاروخ مضاد للطائرات. سياسيا، وجه رئيس الحكومة الانتقالية، عبد الرحيم الكيب، كلمة إلى الشعب قال فيها إن الليبيين "لا يزالون يثبتون كل يوم أنهم قادرون على تخطي الصعاب وتجاوز كل العقبات".
وأشاد الكيب بالعرض الذي قدمته بعض المناطق في غربي البلاد بالتنازل عن مقاعدها لصالح مدن المناطق الشرقية التي اعترضت على حصتها في المجلس فقال: "إنهم الليبيون الذين رغم التحديات فإنهم يبدعون في اتخاذ المواقف الوطنية البطولية على المستوى السياسي اليوم عندما يتنازلون بعضهم لبعض حتى عن حق التمثيل في مؤتمرهم الوطني الجامع إيثارا ورأبا لأي اختلاف وحرصا على إذكاء روح الوحدة".
وتابع الكيب بالقول: "ها نحن اليوم نستعد لخوض أول انتخابات منذ زمن طويل.. انتخابات دفع الليبيون من أجل الوصول إليها شهداء ودماء وجرحى ومفقودين.. إننا اليوم نواجه معا تحديات من أنواع جديدة تحديات عنوانها العبور من الثورة إلى الدولة، ومن أهدافها بناء مؤسسات هذه الدولة". وأقر الكيب بصعوبة المرحلة الراهنة قائلاً إن ليبيا "افتقدت مكونات ومؤسسات الدولة العصرية الطبيعية طيلة عهد الظلام (حقبة القذافي) فلا دستور للدولة، ولا هياكل طبيعية تصلح من خلالها ما أفسدته أيدي المخربين، ولا مؤسسات منطقية تُعين المخلصين في مهمتهم على البناء، ولذلك فنحن نبدأ المشوار من أوله".
وأضاف: "هاهي فرصتنا الآن لنؤسس الدولة الليبية الحديثة تأسيسا سليما من خلال المؤتمر الوطني العام ننتخبه انتخابا حرا، ولذلك ينبغي علينا تجنب الولوج للخلاف حول التفاصيل واستباق الأحداث قبل تشكيل هذا المؤتمر إلا ما كان نقاشا صحيا وإثراءً للوعي العام استعدادا لبدء النقاش بعد بدء أعمال المؤتمر الوطني مهامه". ويخوض أكثر من 3500 مرشح الانتخابات في مختلف دوائر البلاد، وقد سجّل أكثر من 80 في المائة من بين 3.5 مليون ليبي يحق له التصويت أنفسهم على قوائم الاقتراع، ومعظمهم سيصوتون لأول مرة في حياتهم، إذ أن الانتخابات الأخيرة التي أجرتها البلاد تعود لعام 1964.
وسيكون أمام الهيئات السياسية الليبية الجديدة أن تواجه مجموعة من العراقيل والتحديات، أبرزها إعادة فرض الأمن وحصر السلاح بيد الدولة، بعد انتشاره بين أيادي المجموعات المسلحة التي شاركت بالثورة، إلى جانب إعادة إعمار ما هدمته الحرب وتنشيط الاقتصاد. أما على المستوى السياسية، فسيكون عليها التعامل مع مشاكل عديدة، بينها مطالب بعض التيارات في المناطق الشرقية بإعلان الحكم الذاتي، إلى جانب مناقشة إمكانية التوصل لإطار مصالحة مع القبائل التي كانت ترتبط بالنظام السابق.
وكانت منظمة العفو الدولية، أمنستي، قد حذرت في تقرير لها الأربعاء، القادة الليبيين من تكرار أخطاء معمر القذافي، وإنجاب ديكتاتور جديد للبلاد وخصوصا مع اقتراب موعد إجراء انتخابات المؤتمر الوطني العام والمقرر عقدها السبت المقبل. وأكدت المنظمة في تقريرها على أنه لابد لأعضاء الحكومة الجديدة، والتي ستفرزهم انتخابات السابع من الشهر الجاري، وضع ملف تفعيل القانون والعمل به على قائمة الأولويات، وذلك من أجل ضمان وحماية سير الحياة الديمقراطية في البلاد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق