الخميس، 30 أغسطس 2012

أحاديث الحرب تنشر روح الإحباط في تل أبيب








تزدحم شواطئ تل أبيب بالمصطافين، وتمتلئ المطاعم والأندية والبارات بالرواد السعداء.
في أحد المقاهي يرقص العشاق على نغمات أغنية ليونارد كوهين "دانس مي تو ذا إند أوف لاف" أو راقصني حتى ينتهي الحب.
يرقصون دون سترات واقية من الرصاص، أو أقنعة ضد الغازات.
ولكن بعضهم يتحدث عن الاحتياطات، حيث يخشى الإسرائيليون من أن الهجوم على إيران يمكن أن يجلب صواريخ انتقامية من حزب الله تستنفد أقنعة الغازات من مراكز التوزيع.
وعلى عمق كبير تحت مسرح هابيما الوطني في تل أبيب، كجزء من موقف السيارات تحت الأرض، يوجد ملجأ يتسع لألف و600 شخص.

وخلال حرب الخليج 1990-91، سقط 39 صاروخ سكود أطلقها العراق على حيفا وتل أبيب، وقتل ثلاثة أشخاص وأضطر آلاف الإسرائيليين للإقامة في فنادق حتى يتم إصلاح الأضرار التي أحدثتها الصواريخ في منازلهم.
ولكنها لم تكن بالغارات المكثفة كالتي شهدتها لندن في الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال.
فخلال ستة أشهر بداية من سبتمبر 1944، سقط أكثر من ثلاثة آلاف صاروخ ألماني على لندن، قتل على إثرها 9 آلاف من سكان لندن، وجرح أكثر من 25 ألفا.
وكذلك عندما سقطت الصواريخ العراقية على طهران، خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، قتل مايقدر بألفي شخص.
تهديدات محدودة
وكشفت إيران هذا الشهر عن صاروخ باليستي جديد، وهو الفاتح-110، وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن هذا الصاروخ سيساعد إيران في الدفاع عن نفسها.
ولايتوقع أن تكون الصواريخ الإيرانية قادرة على إحداث أضرار كبيرة في إسرائيل، حيث قال ثيودور بوستول الخبير في تكنولوجيا الدفاع الصاروخي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تصريحات لبي بي سي في وقت سابق هذا العام أن تهديدات الصواريخ الباليستية الإيرانية محدودة.
ولكن الخطاب الإيراني أصبح أكثر تهديدا، حيث وصف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي إسرائيل بأنها ورم سرطاني صهيوني، وأنه ينتظر اليوم الذي يزول فيه النظام الصهيوني من على سطح الأرض.
اللعنة على الظروف
في مركز للتسوق في تل أبيب قالت لي أم لطفلين تدعى خايا لافي "إيران تكرهنا وأؤمن أنها تريد تدميرنا، أؤمن بهذا من كل قلبي." سألتها عما إذا كانت ترى أن تقوم إسرائيل بالهجوم على إيران فقالت "نعم ولكن ليس لوحدها."
قلت لها أن هجوم إسرائيل على إيران يمكن أن يضعها في خطر، فقالت أن هذا ما يخيفها، وقامت بشراء أقنعة غاز لكل أفراد أسرتها، ومثل معظم المنازل حديثة البناء في إسرائيل يوجد في شقتها ملجأ للطوارئ مزود بجهاز لتنقية الهواء.
وترى العديد من التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك يخططان لهجوم من جانب واحد ضد إيران، لإزالة البرنامج النووي الذي تنفي إيران وجوده.
ولكن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز يقول أن إسرائيل عليها ألا تهاجم إيران دون دعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
في حين يعارض رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي شاؤول موفاز والرئيس السابق لقطاع الأمن الخارجي بالموساد مائير داجان الهجوم على إيران الآن.
ويؤكد سائق تاكسي في تل أبيب يدعى إيتزيج ستشلفر أن زيادة الحديث حول الحرب تؤكد أنها لن تحدث.
ويضيف ستشلفر الذي ولد في ألمانيا عام 1946 وحضر لإسرائيل وعمره عامان "مادمت تتحدث عن شئ ما كثيرا فأنت لن تفعل شيئا، ستفعل إذا لم تتحدث."
وعلى الرغم من النبرة العنصرية المتصاعدة، إلا أن وزارة الدفاع منحت تصاريح لمائة وثلاثين ألف فلسطيني من الضفة الغربية لدخول إسرائيل وزيارة شواطئ تل أبيب، خلال أيام عيد الفطر.
يعلق جدعون ليفي الكاتب في صحيفة هاآرتس على هذا بالقول "لماذا لايحدث هذا مرتين في العام؟ في الحقيقة لماذا لايحدث هذا كل يوم، اللعنه على الظروف."

0 التعليقات:

إرسال تعليق